يوسف المحيميد
كلما شاهدت مقطعًا مسيئًا لأي طفل في العالم شعرت بغصَّة وحزن، لأن هذا الكائن لا يملك من أمره شيئًا، ويقع مرارًا ضحية لاستغلال عالمي لا يتوقف، من اختطاف الأطفال في مختلف دول العالم واستغلالهم، والتي لم تنجح اتفاقية لاهاي في الحد منها، وحتى توظيف الأطفال كدروع بشرية والزج بهم في ساحات القتال، كما يحدث في اليمن من ميليشيا الحوثي، مما يجعلهم عرضة للقتل، ويحرمهم من حقوقهم الطبيعية والعيش بسلام، والتعليم، وما إلى ذلك.
ولا شك أن مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين من قبل ميليشيا الحوثي، هو مشروع مهم للغاية من أجل مستقبل اليمن، وما تقوم به مؤسسة وثاق للتوجه المدني في اليمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، من عمل إنساني منظم ومخطط، هو خطوة أولى في طريق إصلاحي طويل وشائك في اليمن، تحتاج إلى خطوات مهمة من المنظمات الدولية الإنسانية المختصة، وليت هذه الجهات تهتم بهؤلاء الأطفال الذين أصبحوا حطبًا لحرب مؤلمة، كما تهتم بحالات تزويج الأطفال واستغلالهم جنسيًا، أو غير ذلك من القضايا الاجتماعية.
هؤلاء الأطفال الذين كبروا فجأة ولم يمروا بمرحلة طفولتهم الغضة، هؤلاء الذين وضعتهم الميليشات فوق فوهة بندقية، وزكموا أنوفهم برائحة البارود، سيتحولون مع الوقت إلى قذائف موقوتة، ستنفجر في فترات قادمة، وقد تصبح إحدى عوامل عدم استقرار المجتمعات. وما لم تتحرك مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، والمراكز الإنسانية في العالم، ومشاهير الفن والكرة والميديا، للتركيز على قضيتهم، والمناشدة لحمايتهم من الاستغلال البشع، فذلك ينذر بكوارث إنسانية لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى.
هبوا إلى نجدتهم، وأعيدوا طفولتهم المسلوبة إليهم، فهم في أعناقنا، ونحن مسؤولون عنهم.