إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
مسترشداً في رسالتي بما قدَّم المؤرِّخ أمين الريحاني في كتابة ملوك العرب في عام (1343هـ ـ 1924م) بالتوجه للناشئة العربية الناهضة في كل مكان مستشهداً الريحاني بقول طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
ويكمل الريحاني:
ها قد قابلت أمراء العرب كلهم فما وجدت فيهم أكبر من هذا الرجل - يقصد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وكان عمر الملك وقت المقابلة سبعاً وأربعين سنة، ويكمل قوله لست مجازفاً أو مبالغاً فيما أقول فهو حقاً كبير في مصافحته وفي ابتسامته وفي كلامه وفي نظراته.. يفصح عن فكره.. ساد قومه بالمكارم لا بالألقاب..
ويكمل الريحاني: إني سعيد لأني زرت ابن سعود بعد أن زرت الملوك كلهم، هو حقاً مسك الختام، وكما أورد الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين في كتابه تاريخ المملكة العربية السعودية الجزء الثاني «عهد الملك عبدالعزيز» أن المتأمل في سيرة الملك عبدالعزيز يرى أن من أبرز صفاته القيادية التدين سلوكاً ودعوةً، الكرم غير المتكلّف، الشجاعة المتزنة، الذكاء والفراسة، قوة الإرادة، الحرص على المشورة، حسن القيادة الحربية، وعي بالتاريخ، وعمق المعرفة بقومه حاضرة وبادية. وعند تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم ألقى الدكتور خالد بن عبدالله الدغيثر كلمة جاء فيها من مائة إلى مائة ومن حده إلى حده يقف إجلالاً وفخراً بكم.. تأسرنا مشاعر الغبطة والاعتزاز ونحن نرى صنائع حكمتكم وصلابة حنكتكم وطيب علاقاتكم توظّف لسياسة سعودية متوثبة تزاحم في ساحات التوافق الإنساني العالمي ودبلوماسية رفيعة تلعب أدواراً حاسمة وحازمة في أروقة صنع القرار الدولي.
وكلمة الشاب فيصل بن عبدالله المعيقل عن شباب الوطن عبّر فيها وقال منذ عهد الملك عبدالعزيز ومن سار على خطاه وأنت معين لا ينضب ومعين لا يتعب كنت مخلصاً في خدمتهم وتعلّمت في مدرستهم ونهلت من معرفتهم فاكتسبتم من والدكم القوة ومن سعود الهمة ومن فيصل الحنكة ومن خالد العطاء ومن فهد الحكمة ومن عبدالله الوفاء. وتابع الشاب فيصل يا خادم الحرمين الشريفين حققتم لنا الأمان وعلقتم علينا الآمال، فعهد علينا أن نبلي شبابنا في رفعة ديننا وخدمة مليكنا ووعد منا أن نواصل عملنا ونبني مستقبلنا ونعلي وطننا فلن يهنأ لشبابك بال حتى ترى وطنك شامخاً بهم.
وفي مقال لي نشر بجريدة الجزيرة الاثنين 20-5-1426 - الموافق 27 يونيو 2005م في العدد (11960) (سلمان عبر المكان والزمان) وقد كان فيه، يتسم خادم الحرمين الشريفين بسمات قيادية موروثة كالسمة الجسدية، الانضباط، الفاعلية، التواضع، الواقعية، الدماثة، الحزم، العدل واحترام الآخرين، كما أنه يمتلك سمة المبادرة، الابتكار، صفات الشجاعة، القدرة على الحسم وسرعة التصرف، فهو - حفظه الله- قادر على معالجة الأمور والمشاكل في إطار السياسة العامة للدولة الداخلية والخارجية، ومن هنا تبدو أن صفات القائد أن تكون قيادية قادرة على التأثير في سلوك أو مشاعر أو أفكار الجماعة في موقف معين بذاته والقدرات المختلفة.
مما سبق فإننا نحمد الله بأن أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والذي يتصف بحيوية الشباب المتطلع للنهوض ببلاده وشبابها لمستقبل مشرق - بإذن الله- فهو رجل يخطو خطوات فعَّالة لاستكمال بناء دولة تواكب الزمن وما يحصل فيه من متغيِّرات سريعة متفادياً مخاطر محيطة ببلادنا والبلدان العربية والإسلامية، وما يدار في كواليس طغمة الشر والعدوان وقصدهم تفكيك الأمة المسالمة والاستحواذ على أرضهم ومقدراتهم ولكن هذا الأمير، كان لهم بالمرصاد فأفشل نواياهم السيئة وخططهم الفاشلة.
عليه فإن أقوال وأفعال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تشدّني بالحيوية، وأنا في هذا العمر كما تشد مواطنيه والعالم والتي تتصف بعمق المشكلة والحل المباشر والصريح في منطقه وأفعاله، لأنه نشأ في وطن الآباء والأجداد له وللأمة وأرض الحرمين الشريفين وقبر رسولنا الكريم وأصحابه التابعين وهو عربي أصيل له فطنة وسمات وصفات آبائه وأجداده القيادية جامعاً إياها في سلة الخير والوفاء للأمة جمعاً، فعمل بفكر جلي مستنير وبجد واجتهاد، وهنا أتذكر ما قاله العالم «كونفوشيوس» بتصور لبعض السمات التي رأى ضرورة توافرها في الشخص لتؤهله للعمل القيادي وأهمها توافر المعرفة، وكما تقول النظرية الكونفوشية القيادية «الرجل المتعلّم الملم بكل الخطوات السليمة التي توصله إلى مستوى التمييز السليم، جدير بأن تتوفر له النظرة العميقة فإذا ما اكتسب هذه النظرة العميقة أمكنه أن يصبح معلماً وإذا استطاع أن يكون معلماً أصبح مؤهلاً لوظائف حكومية عالية ومتى ما أصبح مؤهلاً لوظائف عالية أصبح قادراً على أن يكون حاكماً».
وقال أبو الطيب المتنبي:
«كل آبائه كرام بنى الدنيا ولكنه كريم الكرام»
وختاماً نحمد الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من أمن وأمان ورغد بالعيش في ظل قيادة حكيمة وراعية لأمتها الإسلامية ومتعايشة مع الأمم الأخرى بالمحبة والمودة، وكما قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لكميل النخعي «يا كميل إن هذه القلوب أوعية فاحفظ عني ما أقول: الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلّم عنده سبيل نجاه وهمج رعاع اتباع كل ناعق مع كل ريح يميلون لم يستضيئوا بالعلم ولم يركنوا إلى ركن وثيق». فنحن شعب المملكة العربية السعودية نركن بإذن الله إلى «ركن وثيق» ولله الحمد.
وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير.