تم -بمشيئة الله- تطبيق الأمر السامي الكريم الذي يقضي بالسماح بقيادة المرأة للمركبات في مملكتنا الحبيبة، سائلاً المولى أن تكون بداية خير لمستقبل كريم وواعد لأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وزوار هذا البلد الكريم.
لعلّ من أهم الإيجابيات التي ستتحقق -بمشيئة الله- من تطبيق الأمر السامي، هي إيجاد حل جذري للأسر التي تعاني من مشاكل السائقين الخاصين، الذين لا يستطيعون دفع أجورهم، وكذلك الأسر التي تضطر لاستخدام سيارات الأجرة في قضاء حاجاتها والتزاماتها وتنقلاتها.
ومن الإيجابيات أيضاً أنه في إحدى ورش العمل المركزة التي شاركت في إعدادها لمشروع استراتيجية التنمية الاجتماعية في مدينة الرياض في عام 2013-2014م، لبحث حلول البطالة وتخفيض معدلاتها، تم توجيه سؤال للسيدات يعنى بالصعوبات التي تواجههن للبحث عن فرص العمل أو التي قد تعيقهن عن ممارسة الوظيفة بشكل مرن، فكانت الإجابات تتمركز حول عدم توافر السائق الخاص، وإن توافر السائق فهناك مشكلة أخرى وهي أن ثلث الراتب يخصم لدفع مرتبات السائق فتصبح الوظيفة غير مجدية. فلا شك الآن وبعد تطبيق الأمر السامي -بمشيئة الله-، سنلحظ أن هناك ازديادا في طلبات الحصول على فرص العمل، وستنخفض لدينا معدل البطالة بشكل عام والبطالة الاختيارية بشكل خاص.
أيضًا ستنخفض لدينا تلقائيا أجور السائقين الخاصين، وسنجد وفرة في العروض التي تقدمها شركات النقل بشكل عام، كذلك سينخفض معدل استهلاك الوقود، لأن الموظفة أو الطالبة حينما تذهب لمقر العمل أو المؤسسة التعليمية برفقة السائق ومن ثم يعود للمنزل وبعد ذلك يخرج مرة أخرى لاصطحابهن ومن ثم يعود للمنزل سيستهلك الكثير من الوقود، أيضا وهو الأهم من وجهة نظري سيحد تطبيق الأمر السامي بمشيئة الله من الممارسات الخاطئة وهي التحرش والإيذاء النفسي والجسدي والاختلاء واستغلال السائقين لحاجة الأسر لهم.
هذه بعض من الإيجابيات التي ستسهم -بإذن الله- في توفير الحياة الكريمة وتحقيق رغد العيش للأسر وأبناء وبنات هذا الوطن الغالي التي يحرص عليها كل الحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-. وإنني في هذه المناسبة وتزامناً مع تطبيق الأمر السامي لقيادة المرأة للمركبات، أود أن أتقدم باقتراح لوزارة الداخلية ممثلة بالمرور يتمثل في تخصيص غرفة عمليات وتحكم وهاتف طوارئ مكون من ثلاثة أرقام بحيث يكون طاقمها من العنصر النسائي، وذلك لمباشرة الحوادث المرورية -لا سمح الله-، أو للتبليغ عن التحرش أو المضايقات أو لمشكلات الطرق التي قد تحدث مثل تعطل المركبة وفقدان العنوان والطريق الصحيح.
أيضًا أتمنى من المرور إعادة النظر في لوحات المركبات، حيث إن اللوحات الحالية ليست واضحة الرؤية، بمعنى أنك تواجه صعوبة في قراءة الأرقام والحروف من مسافة قريبة أو متوسطة فذلك سيصعب حقيقة من التبليغ عن صاحب المركبة، وهناك أمثلة قريبة لما أعنيه لو تم الاستعانة بها وتطويرها وهي لوحات المركبات في دول الخليج مثل الكويت والإمارات.
أخيرًا وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التعليم ووزارة الإعلام لهم أدوار مهمة تتجسد في أئمة المساجد من خلال خطب الجمعة في توعية المجتمع وإبراز الإيجابيات من قيادة المرأة، وكذلك تثقيف الطلاب والنشء وتوعيتهم في احترام الآخرين وإعطاء الطريق حقه، والالتزام بالأنظمة المرورية، وتقديم مواد إعلامية ذات هدف واضح ومحدد عن قيادة المرأة للمركبات وما الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي ستنتج -بمشيئة الله-.
حفظ الله هذا الوطن وقيادته الحكيمة، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.
** **
- كاتب وباحث في الشؤون الاجتماعية