سليمان الجعيلان
في «22 يناير 2015» وعقب انتهاء مشاركة المنتخب السعودي في بطولة آسيا التي أقيمت في استراليا عام 2015، استضاف برنامج «في المرمى» لاعب المنتخب السعودي إبراهيم غالب، وطرح مقدم البرنامج الزميل بتال القوس على اللاعب السؤال التالي: «طوال وجودك مع المنتخب السعودي سواءً في استراليا أو قبل ذلك هل تعتقد أن هناك تدخلات في قائمة المنتخب سواءً الأولية أو التشكيلة الأساسية، تدخلات من خارج الجهاز الفني سواءً بالتأثير أو بالأمر؟!» فأجاب اللاعب إبراهيم غالب بسرعة متناهية وبطريقة مباشرة «أنا ما اعتقد بل اجزم بوجود التدخلات!!» وانتهى الحوار عند هذه الإجابة المقتضبة والملغمة دون أن يسأله المذيع عن نوعية تلك التدخلات، ودون أن يكمل اللاعب تفاصيل ذلك التدخل ويسمي أولئك المتدخلين، وقد يكون السبب خلف عدم التطرق للتفاصيل وذكر الأسماء هو أن دور إبراهيم غالب ينتهي عند إطلاق مثل هذا التصريح غير المسئول، لأن باقي الأدوار سوف يتولى إعلام التزييف والتأزيم لعبها وتمثيلها!!, وهذا ما حدث بالضبط، فقد استخدم إعلام التزييف والتأزيم تصريح إبراهيم غالب (غير الاحترافي) لتعزيز الفكر التآمري بوجود تدخلات خارجية في اختيارات المنتخب الأولية، وظل يقاتل ويناضل إعلام التزييف والتأزيم طوال السنوات الماضية لإقناع الوسط الرياضي والجمهور السعودي بوجود أياد خفية تعبث في تشكيلة الأخضر الرسمية، مما تسبب في تقسيم وانقسام الجمهور السعودي على منتخب بلاده حتى وصل حال بعضه إلى وصف منتخبنا عقب خماسية روسيا في المونديال بمنتخب الهلال!!.
الغريب والعجيب والمريب أن عشاق المؤامرة ودعاة المظلومية كانوا يجدون صدى لادعاءاتهم الزائفة واستجابة لمظلوميتهم المزيفة من قبل صناع القرار والمشرفين على المنتخب، فيتم تغيير الاستراتيجيات واستبدال الاستعدادات بطريقة ارتجالية والتي تصل أحياناً إلى العشوائية في التعاقد وإلغاء عقود المدربين وكذلك في استدعاء واستبعاد بعض اللاعبين، دون الاستناد إلى قراءة فنية واقعية أو قرارات إدارية منطقية، ومشاركات ومباريات المنتخب السعودي في البطولات القارية والتصفيات الأولية لنهائيات بطولات العالم الماضية حافلة وزاخرة بالشواهد والأمثلة التي لا يتسع المقام والمقال لذكرها!!.. باختصار فكر المؤامرة وثقافة المظلومية التي روجها إعلام التزييف والتأزيم وتلقفها اللاعب إبراهيم غالب وتشربها بعض المنتمين للوسط الرياضي والجمهور السعودي عن اختيارات قائمة المنتخب السعودي الأولية أو الأساسية هي سياسة قديمة وعقدة أزلية دفع ثمنها غالياً منتخبنا السعودي في السنوات الماضية بسبب الميول وفرز الألوان في المنتخب، لذلك كل ما أتمناه وأرجوه من الجهاز الفني والإداري في المنتخب السعودي أن يتجاهلوا حملات التشويه وغارات التشويش في الفترة القادمة، وان يختاروا بكل شجاعة وجراءة اللاعب الجاهز والجاد لخدمة الأخضر السعودي لتحقيق مستويات مشجعة ونتائج مشرفة في بطولة آسيا القادمة، لأننا بكل صراحة سئمنا الإحباط ومللنا الأحزان بسبب الاستماع والاستجابة للمتأزمين والمحتقنين الذين طالما تبجحوا ومنذ انتهاء كأس آسيا عام 1984 بأن نادينا الأول ولاعبنا الأفضل ومن بعده الطوفان، وإن شئتم اسألوا اللاعب المظلوم تاريخياً وإعلامياً شائع النفيسة!!.