تحتضن محافظة رفحاء العديد من الآثار التاريخية العريقة التي ما زالت خالدة رغم مرور السنون تحكي لنا ماضيا عريقا وتبقى شاهدة على تاريخنا ومعالمنا ومواطن آبائنا وأجدادنا، ويوجد في ربوع المحافظة العديد من الآثار الخالدة ومن أهمها درب زبيدة أو ما يعرف بـ(درب الحج) علاوة على الآثار الأخرى مثل آثار زبالا وآثار لوقة العريقة ولينة وغيرها من آثار المحافظة وقراها وفي مثل هذه الأيام غالبا ما تشهد آثار المحافظة إقبالا من بعض السياح والمهتمين بالوقوف على الآثار ومحاكاة الماضي.
ترميم المواقع
ولكن آثار المحافظة تفتقر للعديد من الخدمات التي من خلالها يتم إبراز معالمها التاريخية والدلالة عليها، فمن أهم تلك الخدمات الترميم كون معظم آثار المحافظة ما زالت متهدمة بشكل أفقدها معالمها ودلالاتها ورموزها ونقوشها التي ربما تكون لأقوام سالفة قبل عصر الإسلام ومنها ما يعود لعصور ما قبل التاريخ.
محافظة رفحاء من أغنى مدن الحدود الشمالية بالآثار، حيث إنها بوابة درب الحج في منطقة الحدود الشمالية وأول محاط درب زبيدة في المملكة وهذا الدرب يربط بين الكوفة في العراق ومكة المكرمة بطول حوالي 1400 كلم، وحيث إن هذا الدرب توجد عليه العديد من الآثار من برك وقلاع وحصون إلا أنها تهدمت وتلاشت معالمها التاريخية.
تعيين حراس ومرشدين
ويطالب المهتمون بتوفير حراس لهذه الآثار ومشرفين لمتابعة هؤلاء الحراس عندما يتقاعسون في عملهم وكذلك مرشدين سياحيين يعملون على توزيع نشرات على المتجولين في تلك الآثار تهدف للتعريف بهذه الآثار وذكر أسمائها والتحذير كذلك من عدم العبث بها، منوهين إلى أهمية ترميم تلك الآثار والعمل على تجديدها وإحياؤها في نفس طرازها السالف.
من جهة أخرى يقول المواطن / مساعد الشمري أحد سكان قرية زبالا التاريخية الواقعة جنوب محافظة رفحاء إن آثار المحافظة تتطلب المزيد من الجهود من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من أجل إبراز آثارها التاريخية العريقة وجعلها من أهم المدن سياحيا لكثرة الآثار فيها التي ربما تستقطب العديد من السياح عندما تبرز معالم آثارها بالتسويق لها، حيث إنها رأس مال سياحي كبير متمثلا في ما تحتضنه هذه المحافظة البعيدة من آثار كانت وما زالت صامدة رغم الظروف المناخية القاسية.
لوحات إرشادية
ونوه سلطان الرخيص المشرف على آثار لوقة التاريخية الواقعة غرب محافظة رفحاء إلى أهمية وضع لوحات على الطرق المعبدة المارة بمحاذاة تلك الآثار ويكتب عليها أسماء أشهر تلك الآثار ومسافتها وبعدها عن الطريق، حيث إن أكثر المارة لا سيما المهتمين بالآثار يتوقفون في عدة أماكن من أجل السؤال عن تلك الآثار أو البحث عمن يقوم بدلالتهم عليها وإعطائهم نبذة عن تاريخ بعض الآثار، فيقول الرخيص: آثار المحافظة لا يوجد لها لوحات إرشادية على الطرق المارة بجوارها الأمر الذي ربما جعل الكثير من الباحثين عن تلك الآثار لم يجدوها, ويطالب الرخيص بوضع لوحات إرشادية وتفعيل آثار المحافظة من أجل المحافظة عليها وحمايتها وجعلها مقصد الكثير من السياح لتنمية المحافظة اقتصاديا وتاريخيا، وتوظيف مرشدين سياحيين ومشرفين وتدريبهم كي يساهموا في تقديم الخدمات السياحية الأثرية بصورة جيدة.
** **
حمود الطريف - رفحاء