عبد الرحمن بن محمد السدحان
* عالمنا اليوم عامةً، والشرق الأوسط خاصة، بحر متلاطم من التوترات والمشاحنات والمواجهات، لغةً ودماً، منها الظاهر، ومنها المستتر، ونحن بشَر هذا العالم، نقف حيال ما يحدث «متفرجين»، لا أمرَ لنا في ذلك ولا حيلةً ولا طاعة!
* * *
* دعونا نبدأ الأمثال بما يحدث في جارتنا العزيزة اليمن التي كانت سعيدةً قبل الفتنة الخبيثة، التي أنشأها وغذّاها ونفذ أجنداتها حفنةٌ من عملاء حلف الشؤم الغاشم بين رموز الحوثية البشعة في اليمن ودولة الملالي في إيران، الذين لم يستثنوا فرصة للإساءة إلى بلدنا الغالي إلاّ استغلوها أبْشَعَ استغلال، فأشعلوا فتيلَ الحرب مع حلفائهم داخلياً، بتأييد ودعم إيراني خبيث، مادياً وعسكرياً ولوجستياً، لا لشيء سوى الإساءة إلى بلدنا الأمين مأوى الحرمين الشريفين، سيادةً وتاريخاً وشعباً!
* * *
* غير أن الله بالغٌ أمرَه، شاءَ منْ شاء، ونأَى مَنْ نأى! والمشهدُ الآن في اليمن يبشِّر بهزيمةٍ قادمة -بإذن الله- للفئة الضالة من الحوثيين وأتباعهم، بدأت تشكو منها مفَاصلُ هذه الفئة يوماً بعد يوم! ولن ينسى التاريخ ومُؤرِّخوه ما تصنعه بلادنا الغالية بقيادة وريادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، وسمو ولي عهده القوي الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، روافدَ من الخير والعزم والحسم قولاً وعملاً بنصرة الحلفاء المخلصين من أنصار الحق والفضيلة دعماً لليمن الشقيق، مادياً وسياسياً وعسكرياً ومعنوياً، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون!
* * *
* وهناك مثل آخر يشهد له وبه لبنان البلد العربي الوديع، الذي كان آمناً حتَّى حين قبل استفحال شوكة ثلة من أبنائه، بزعامة حليف الشر الإيراني السيد حسن نصرالله، بعد أن بات حزبُه ينازعُ السلطة الشرعية شَرعيتَها، ويدَّعي غلبتَه، سواء في التشكيل الوزاري أو التمثيل النيابي، ويعطل الحراك السياسي السلمي لبلاده، فلا تشكيلاً وزارياً ولا انتخابات نيابية إلاّ بمشاركته مشاركة له من الغلبة أو السيادة في أي منهما قدر كبير، وهو يتكئ في ممارساتِه وصَوْلاتِه على حليفته الأثيرة إيران، مالاً وعتاداً!
* * *
وبعد،
فما سلف من قول ما هو إلاّ تمثيل يسير للمحنة الإنسانية التي يعيشها عالمنا المعاصر، لتصْلى نارَها أجزاءٌ منه، وتتأثر بنتائجه أجزاء أخرى، وهكذا تصبح هذه المنظومة الأرضية في نهاية المطاف كرةً من نـار لا يسلم من أذاها إلاّ من رحم ربي!
* * *
وختاماً،
اللهم احفَظ بلادنا من كل شر، وصدّ عنها كل فتنة، وانصرها على كل من عاداها، حيثما كان، فهي قبلة المسلمين في كل مكان، وهي حاضنة الحرمين الشريفين، والقائمة على إعمارهما وصيانتهما، خدمة للإسلام والمسلمين، وهي المثل الأعلى للسلم والعون والسلام بين كل دول هذا الكون المضطرب، والراعية لكل ما يوحد ولا يفرق، ويصلح ولا يفسد، ويبني ولا يهدم!