د.عبدالعزيز الجار الله
الحكاية العذبة والرشيقة عن بلادنا تكون هي أجمل الحكايات، والسالفة الرقراقة التي تأتي من دفاتر وأزمنة الأوطان تكون مطوية بعاطفة فياضة وبوحها عادة غارقا بالحنين، قبل أيام وفي اجتماع هيئة السياحة والتراث الوطني للتحضير لافتتاح سوق عكاظ 2018م قال رئيس الهيئة سمو الأمير سلطان بن سلمان في مقطع فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي قال الأمير سلطان: في كل اتصال مع والده الملك سلمان أطال الله في عمره وحفظه الله -في كل مرة- يذكر له الأمير سلطان أنه في الطائف في ذهابه وعودته، كان يرد عليه: (جينا من الطايف والطايف رخى). انتهى، وهي من أغنيات المدن المبكرة للفنان طلال المداح يرحمه الله عندما كان يشم رائحة ورد الطائف الجبلي وماء السماء يبلل ويرطب الوجوه والأرض. هذه الحكاية جينا من الطايف قالها الأمير سلطان لفريق عمل سوق عكاظ وطلب أن تكون المدخل للحفل والترحيب بأمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل الذي حضر نيابة عن الملك سلمان.
الطائف الأرض والنّاس بالنسبة للملك سلمان -أيده الله- وأيضا لتاريخنا السعودي الحديث الذي أسسه بتوفيق الله الملك عبدالعزيز -رحمه الله- هو بداية انتصارات الدولة 1924م والتشكل الشمولي لتوحيد معظم أقاليم الجزيرة العربية في دولة واحدة، فعندما استعاد الملك عبدالعزيز الطائف تيسر له وحدة بلاد الحجاز مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والساحل الغربي من أعالي تبوك شمالا وحتى أقصى المرتفعات الغربية وتهامة وساحل جازان جنوبا، فجمع الملك عبدالعزيز أقوى قوتين في وسط وغرب دولتنا سكانيا وجغرافيا هما الحجاز ونجد، حيث كانت الدعامة في تأسيس الدولة وجمع أطرافها.
الملك سلمان أطال الله في عمره لشعابنا ولهذه الدولة، استطاع -بإذن الله- أن يجنبها جميع من تكالب علينا من الخصوم والأعداء إيران التي كانت تعمل على تطويق بلادنا بالدول والحكومات المعادية اليمن والعراق وسورية ولبنان وتحاول أن تجذب لهذا الطوق دول شرقي أفريقيا، فكان الملك سلمان المبادر لكسر طوَّق الهلال الشيعي الذي أرادت إيران أن يبدأ طرفه الأول من اليمن الحوثي ويلتف ويتطوى على دول الخليج عبر إيران والعراق وسورية حتى طرفه الثاني لبنان حزب الله، وتصبح السعودية والخليج داخل الطوق والهلال الشيعي الدول والمذهب، فاستطاع الملك سلمان أن يجنبنا الارتدادات السلبية التي أحدثتها ثورات الربيع العربي، كما أنه ساعد دول الربيع على استعادة استقرارها.
الطائف التي يذكرها الملك سلمان بالرخى- الرخا- تحببا وتوددا وذكرنا بها الأمير سلطان هي من مدننا الزاهية والندية برائحة أرضها وأهلها وتاريخها نحبها ويشدنا الحنين إليها ونتقاسم مع أهلها الحب والعاطفة والرمان والورد الجوري والتين ومناحل العسل ونسائم شفاء العلالي.