عبدالله الرفيدي
«الأستاذ» هو اللقب الذي يستحقه الزميل عبدالوهاب القحطاني الذي ترجَّل عن كرسي الصحافة واختار التقاعد بعد أن وصل إلى منصب نائب رئيس تحرير في صحيفة «الجزيرة»، وذلك بسبب أنه يتجلى في إبداعه في اللغة والنحو، عندما يكتب أو يراجع مادة صحفية، ويظهر حرصه دائماً على التشكيل ووضع العلامات بعد كل كلمة أو جملة، ولا يقبل أبداً أن تخرج مادة إلى قسم التصحيح إلا بعد أن تكون مكتملة لغوياً، الأمر بالنسبة له التزام وعشق للمهنة وإخلاص للغتنا العربية.
وخلال فترة عمله في «الجزيرة» خرج بمثل ما دخل، كما يقال بالعلم الغانم، وحسن السيرة ومحبة الجميع، ولم يتغير التزامه فهو أول من يحضر وآخر من يغادر، دقيق في عمله، ينشد الكمال والتطوير والإبداع، والتواضع مع أبسط زميل، وعندما يتولى التدريب للموظفين الجدد فإنه لا يمانع وبكل أريحية أن يمضي معهم شهوراً حتى يتقنوا مهنتهم، ولا يرضيه إلا الإتقان التام، وعندما يختلف مع أحد فإنه يكظم ويسامح ولا يتسرع بالقرار، ولا يقبل أن يكون الخلاف خارج العمل، ويجنح إلى العفو والتماس العذر للمخطئ.
وما أثار دهشتي قوله الدائم «كن نظيفًا»، فالأمانة أساس العمل، وكان للأمور الإنسانية وحب الخير حيز كبير في نفسه، وخرج من الجريدة ولا يعلم أحد عن وقفاته الجميلة مع من ينشد دعمه بأي شكل كان.
جميلٌ أن تغادر مكاناً ومن تركتهم يتنافسون في ذكر محاسنك ودماثة خلقك، ولن نقول وداعاً، فقد أوجبت علينا وصالك.