د. أحمد الفراج
نواصل الحديث عن المخطط الرهيب لتمكين تنظيم الإخوان من حكم العالم العربي، فبعد أن أمر جيش تونس ابن علي بالمغادرة، وبعد أن أسقط باراك أوباما حسني مبارك، انفتحت شهية الحمدين. ولا يمكن أن أنسى، عندما كانت قناة الجزيرة تقسم شاشتها، لتتمكن من ملاحقة الثورات وتغطيتها! وذات مساء كان هناك ست ثورات، تغطيها الجزيرة في آن واحد، من مصر واليمن وتونس وعمّان والبحرين وعُمان!، فالحمدان كانا يعملان مع المعارضة الشيعية في البحرين، ومع ملالي طهران منذ زمن بعيد، واطّلعنا لاحقًا على المحادثات التي تمت بهذا الخصوص. وقد كان حمد بن خليفة على عجلة من أمره، وتعمل خلاياه في كل مكان، فالمخطط رهيب، والإعداد له كان يجري منذ سنوات طويلة، ففي الوقت الذي كان نظام قطر يضخ الأموال في عواصم الثورات، كان عملاء النظام القطري ضيوفًا على قناة الجزيرة.
كان يوسف القرضاوي وعزمي بشارة وبقية رفاق النضال يظهرون على شاشة الجزيرة حينًا، ويكتفون بتوجيه رموز الثورات حينًا آخر، من شاكلة محمد البلتاجي ومحمود حجازي وأحمد عارف وعلي الصلابي وغيرهم من رموز التنظيم الدولي للإخوان، وفي خضم حماس حمد بن خليفة تجرأ على مملكة البحرين، ولعل ذلك كان بتشجيع من وزيرة خارجية أوباما، هيلاري كلينتون، التي ترتبط بعلاقة وثيقة مع نظام الحمدين، بل أكاد أجزم أنها كانت تشارك في التخطيط، ربما أثناء إقاماتها المتكررة على متن يخت حمد بن جاسم بن جبر، ولا بد أن هوما عابدين، سكرتيرتها وربيبتها وصديقتها الخاصة، كانت تحضر تلك الاجتماعات، وتستفيد بالطبع من خبرات والديها، وهما رموز أخوانية شهيرة وناشطة، والشابة الباكستانية، هوما عابدين، تشرّبت فكر التنظيم الدولي، ورضعته من والديها منذ سن مبكرة، قبل أن تقتحم واشنطن وشبكاتها الضخمة، وتصبح أمريكية خالصة!
في غمرة حماس حمد بن خليفة لإسقاط النظام في البحرين، وتصريح هيلاري كلينتون بأن ما يحدث في البحرين شأن داخلي خاص، وهي إشارة خضراء لثوار البحرين، تحمس القائمون على قناة الجزيرة، وبدأت القناة في التصعيد والتغطية المتواصلة لتلك الأحداث، على غرار ما فعلت في تونس ومصر، وحينها تم استدعاء حمد بن جاسم بن جبر إلى الرياض، وفي عاصمة العرب، تم إفهامه، وباللغة التي لا يفهم إلا بها، بأن البحرين خط أحمر، وأن عليه هو ورفيق دربه في الخيبات والخيانة، حمد بن خليفة، أن يتوقفا عن اللعب بالنار، وقبل أن يستوعب ابن جاسم رسالة المملكة الصارمة، ويوصلها إلى رعاة التثوير العربي، أوباما وهيلاري كلينتون، كانت الدبّابات السعودية تعبر الجسر وتدخل البحرين، لتشارك القوات البحرينية في إيقاف العبث الذي يرعاه نظام الحمدين، إذ تم وأد المؤامرة في مهدها، ونجت البحرين من عبث التثوير، بفضل سرعة التدخل من صمام الأمان العربي، المملكة العربية السعودية!.