د. محمد عبدالله العوين
سرح بي الخيال بعيدا إلى مستقبل قريب فرأيت ما أبهج ورفع رأس كل مخلص محب لهذه البلاد المباركة..
حلم يقظة أو خيال مجنح؛ سمه ما شئت أو ما خطر في بالك، فغاية الذهاب بعيدا في خيال أشبه بالعصف الذهني الوصول إلى الصورة الزاهية التي نتمناها للأدب والفكر والثقافة والفن في بلادنا.
رأيت فيما يرى النائم:
أن الكتاب السعودي بأطيافه المتعددة ومناحيه المختلفة؛ دراسات وبحوثا وفكرا وإبداعا في الشعر والقصة والرواية والمقال ازداد عددا وانتشارا في المكتبات السعودية والمكتبات المهمة في العواصم العربية.
وأن حضور الكتاب السعودي في المعارض العربية والدولية لافت ومثير اهتمام وسائل الإعلام؛ بحيث تلاحق المفكر والمثقف والمبدع السعودي؛ ليتحدث إليها عن مؤلفاته وإبداعه، فيرسم لمن لا يعرف بلادنا الصورة الواقعية للزخم المعرفي والإبداعي السعودي، ويلغي الصورة الذهنية التي وقرت في الأذهان طويلا وأريد لها أن تبقى بأن السعودية بلد المقدسات والنفط فحسب. وهذا صحيح؛ فنحن نعتز بوجود الحرمين الشريفين، ونحمد الله على ما أفاء به علينا من خيرات؛ لكن ثمة من يريد أن يشيع حالة تجهيل وعمى ثقافي وإبداعي غير موجودة ولا حقيقة لها؛ لتهميش دورنا القيادي وتأثيرنا الحضاري في المحيط العربي والإسلامي والدولي.ورأيت أن أدباءنا ومبدعينا ومفكرينا يتحدثون في المنابر الإعلامية العربية والدولية وفي المنتديات والمهرجانات وجها لوجه باللغة العربية وباللغات العالمية الحية؛ مع العربي القريب الذي يجهلنا أو يتجاهلنا ومع البعيد الذي لا يفهمنا أو معمى عليه؛ فيزيلون الغشاوة عن العيون ويقيمون جسورا إنسانية محبة ونبيلة مع الثقافات والحضارات، ويردمون عقودا من الفجوة الإعلامية والثقافية استغلتها منصات إعلامية موجهة وأفاد من غيابنا
-آنذاك- أفراد في نفوسهم أثرة علينا أو كتاب وإعلاميون مستأجرون؛ كما هي المنصات التي تديرها إيران منذ أربعة عقود وقطر منذ أكثر من عشرين عاما.
وأن إبداعنا الشعري والروائي ودراساتنا وبحوث علمائنا المختلفة مترجمة إلى لغات العالم المؤثرة؛ كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والروسية والصينية واليابانية وغيرها، ومتواجدة في أكبر مراكز الانتشار الثقافي ومعارض الكتب.
وأن تأثيرنا الإعلامي الثقافي في الفضاء التلفزيوني أصبح بالغ الأثر عميق التأثير من خلال قنوات (ثقافية) وضعت لها إستراتيجية وأهداف كبيرة واختير لها كفاءات مدربة مؤهلة تأهيلا عاليا، وتنقل عبر الفضاء إلى العالم بالعربية والإنجليزية -على الأقل- ما يدور في بلادنا من حراك ثقافي عال وأنشطة مختلفة.
ورأيت أن الأديب والمفكر تجاوز العبارة الموروثة «أدركته حرفة الأدب» فأصبحت موهبته تدر عليه ذهبا، وغدا المبدع في كل مجال معنيا بإبداعه حريصا على مزيد من الإنتاج والإضافة لا يشغله عنها العناء في طلب لقمة العيش.
استيقظت من أحلام اليقظة وعدت إلى المنتظر المأمول من الفارس القادم بهمة تعانق السحاب إلى ساحة العمل الثقافي سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود فاطمأننت أن ما سيتحقق أكثر بكثير مما حلمت به -بإذن الله-.