فهد بن جليد
لا أعرف هل أُطلق على بعض النساء اللواتي بدأن في الترويج لشراء سيارات جديدة في الأوساط النسائية، لقب (شريطيات سيارات) أسوة (بالشريطية الرجال)؟ أم مندوبات مبيعات يحصلن على نسب عند بيع السيارات؟ وهنَّ مُستغلات وضحايا أيضاً لبعض الشركات والبنوك التي تريد الاستفادة منهنَّ وتأثيرهنَّ، بمبالغ ومكافآت بسيطة؟
هناك جهة ما، عليها أن تقوم بخطوة ما، لحماية المرأة وتجنيبها الوقوع ضحية جديدة ضمن ضحايا إغراءات البنوك، وشركات تأجير وتقسيط السيارات، هل هي وزارة التجارة والاستثمار؟ أم مؤسسة النقد العربي السعودي؟ أم من يا ترى؟ بعد أن انتفضت البنوك أخيراً، واستيقظت شركات السيارات من غفوتها سريعاً، بحزمة من التسهيلات لإنعاش المبيعات, لاستيعاب الفوج الأول من النساء، وعينهم على الأفواج المُقبلة بمزيد من الخطوات والتسهيلات التي لا يحصل عليها العميل الرجل بالضرورة، لناحية ملاءة المرأة، ووضعها المالي، وتأجيل أو ترتيب الأقساط، وزيادة الدفعة الأخيرة .. إلخ، من خطوات استغلال جهل النساء وسرعة تأثرهنَّ، والاستفادة من فرحتهن بقرار السماح بالقيادة، على اعتبار أنَّ شراء سيارة واختيارها أمر شخصي تريد معظم النساء العاملات التي لديهنّ دخل شهري التمتع باتخاذه بكل حرية واستقلال، قد تؤثر فيه آراء الصديقات أكثر من آراء الأقارب.
على النساء أن يتعلمنَّ الدرس جيداً, ويستفدن من مصائب ومآسي وتجارب الرجال مع البنوك والشركات, فليس كل ما يلمع في سوق السيارات ذهباً, وليست كل الوعود صادقة, والعقود فيها ما فيها من الكلمات المُبهمة، والشروط والمُصطلحات الجديدة على مسامع المرأة السعودية، المسألة ليست تسوق بالشكل واللون، هذا حديد ونار, لا يجب أن تغريكنَّ العروض البراقة ممن يعانون كساداً في بضاعتهم، فشوارعنا ومناخنا وظروفنا الجوية، وطبيعة بلادنا وتضاريسها، تعيش فيها وتتحملها الأنواع الجيدة والعملية من السيارات، التي تحتفظ بسعرها عند إعادة البيع والرغبة في استبدالها بأخرى بعد الاستعمال، يحكمها مدى توفر قطع الغيار بسهولة, وما يقدم الوكيل من خدمات صيانة حقيقة وكافية وفق شروط وضوابط وزارة التجارة والاستثمار، الكل يسيل لعابه للفوز بقطعة وحصة كافية من (كيكة) دخول المُستهلكات الجُدد في سوق السيارات، على النساء أن يكبحنَّ جماح هذه الشركات بالتروي والتشاور والتفاكر مع أصحاب الخبرة من الأهل والأقارب قبل اتخاذ أي خطوة - عوداً على بدء - لنفكر من هي الجهة التي ما زالت صامتة أمام هذا الحراك، ولم تقم بدورها المُنتظر بعد؟
وعلى دروب الخير نلتقي.