كوثر الأربش
قالت المرحومة أمي، بالكثير من الحسرة: هذه والله أعجوبة، كان يجب أن تكون ضمن عجائب الدنيا السبع. قال المرحوم والدي: كهوف، حين تدخل في عمقها، تتغير درجة الحرارة، في الشتاء يصبح الجو دافئًا، وفي الصيف يصبح باردًا، كما لو كانت خارج الزمن، أجدادنا في الصيف، كانوا يجلبون «فرشهم» وينامون في الكهوف، يتقون السموم والقيظ خلف الحجارة، يا سبحان الله!
تذكرت هذا وأنا أقرأ خبر انضمام واحة الأحساء في المملكة العربية السعودية إلى قائمة التراث العالمي خلال الاجتماع الثاني والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقد حاليا في البحرين. لجنة الثراث العالمي هي لجنة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تقوم بإدراج المعالم والمناطق التراثية بعد ترشيحها ضمن قوائم التراث في العالم..
مبارك يا وطني، مبارك يا الأحساء، مبارك أيها الأجداد قروا عينًا، هناك من يضع الأحساء في قلبه، ويسعى لأن يعرف العالم هذه البقعة الضاربة في عمق التاريخ. كنا ونحنُ صغارًا نتجول في أنحائها، نرى القلاع القديمة، المساجد، المباني، البحيرات، والحدائق، بالكثير من الاعتزاز. وكنتُ أقول في داخلي، متى يعرف عنا العالم؟ اليوم سيعرف.. مع هذا الالتفاف الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بأن يوثق تراث هذه البقعة الثمينة من بلادنا.
وهذا ما سينقل السياحة في وطننا الغالي إلى منحى جديد مواكب لرؤية المملكة 2030. لن نكتفي بالسياحة الدينية رغم أهميتها، لأن سياح العالم مختلفين في بحثهم، هناك من يبحث عن الوجهات الدينية، أو الاقتصادية أو التراثية. ونحن لدينا كل ذلك. ولأجل هذا نحن بحاجة لبنية تحتية جاهزة لاستقبال هذا النوع من السياح، بحاجة لأن يضع المستثمرون عينهم على تلك المناطق. فنادق، مطاعم، وخدمات عامة. أيضًا، لا بد أن يكون مواعيد دوام تلك القلاع والأماكن التراثية مواكبة للسياحة، فلا تغلق في الإجازات الأسبوعية كما هو حاصل اليوم، وهذا ما أثار استغرابي في آخر زيارة لي لقصر إبراهيم قبل بضعة شهور.
في المستقبل القريب، سنرى العالم الذي نذهب إليه، يأتي إلينا. وسيبحث عنا السائح في محركات البحث وربما في شبكات Aiebnb
الطموحات الكبيرة للسعودية، ليست مجرد أحلام، إنما خطط وأهداف وعمل جاد، نراها ونلمسها ونشعر بها. ويا بلادي واصلي.