سلطان المهوس
على صعيد المنتخب السعودي الأول يبقى الحديث عن ذكريات بطولة أمم آسيا عام 1984 -1988 -1996 والمشاركة التاريخية بمونديال أمريكا 1994 جاذبًا لتخفيف أي صدمة قارية أو مشاركة عالميًا على اعتبار أن «فزعة» التاريخ ملاذ يمكن من خلاله طرد اليأس للعودة لحلم الألقاب..!!
مشكلتان وقعنا فيهما ولازلنا وأخاف أن تستمر معنا أسهمتا في تدني مستوى حضورنا الآسيوي «بطولتان نخرج من دور المجموعات» ومشاركتنا العالمية..
الأولى تتمثل بعدم إدراكنا لكيفية صناعة الأجيال الكروية والثانية لا وضوح بهوية المنتخب الفنية «هل يلعب مدافعًا أم مهاجمًا أم ماذا؟»..
في السنوات الأخيرة تم اختيار «100» لاعب للمعسكرات والتعداد والتشكيل الأساسي والاحتياطي!!
هذا اسمه عبث خططي!! «استثني مرحلة الهولندي مارفيك»
فأي جيل يمكن أن نعتمد عليه دون استقرار عناصره وثبات ركائزه؟
في الثمانينات وأوائل التسعينات كنا نعرف كل مراكز اللاعبين بالمنتخب ولهذا كان جيلاً متناغماً حقق الكثير لنا..
اليوم من الجميل أن نعي أهمية صناعة جيل ثابت ومستقر خصوصاً أن الدوري السعودي بمتابعة عراب تطويره معالي تركي آل الشيخ سيكون محضنًا لأهم الأسماء التدريبية العالمية..
بعد صناعة استقرار العناصر - لاحظ أن مارفيك أوصلنا لروسيا بثباته العناصري- علينا التفكير برسم هوية تكتيكية تتناسب واللاعب السعودي أي طريقة لعب -رئيسة- نبدع فيها مع إيماني بمتغيرات التفاصيل بحسب ظروف البطولات والمنافسين ..
هل نحن مبدعون بالدفاع - فعلناها بمونديال أمريكا ونجحنا - ؟؟
هل نهاجم -فعلناها بأمم آسيا ثلاث مرات ونجحنا -؟؟
في مونديال روسيا لا أحد يمكنه فهم طريقة الأرجنتيني بينزي!!
لعب مع روسيا مهاجمًا ثم عاد ولعب دفاعيًا أمام الأرغواي ثم بتوازن أمام مصر!!
ثلاث طرق لعب مختلفة تؤكد أننا بحاجة ماسة لتغيير ذلك المنتخب المخيف!!
كرة القدم لها مفاجآتها وغرائبها ولذلك ترى الأرجنتين مع ميسي والبرتغال مع رونالدو يغادران المسرح العالمي ليلحقا بالبطل السابق ألمانيا!!
ذلك يعني أن لا نخاف من الفشل..
فقط علينا أن نصنع جيلاً حقيقياً مستقراً وننجح بأسلوب لعب يتناسب معهم..
لسنا في الثمانينات!!
ولا التسعينات!!
نحن في زمن.. احترم خصمك مهما كان اسمه..