د. صالح بكر الطيار
تتطور التقنية عاما تلو الآخر وخلال العشر سنوات الأخيرة دخلت إلينا التقنية بشكل كبير جدا وأصبحت أجيالنا تقنية متفاعلة معها بشكل لافت ومنقطع النظير.
وسائل التقنية الحديثة التي أنتجت وسائل التواصل الاجتماعي وعشرات التطبيقات الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة وباتت أخبار العالم تصل في ثوانٍ معدودات لتصل إلى كل الدول في آن واحد وبإمكان من كان في أقصى الشرق أن يعلم ما يدور في أقصى الغرب بفعل هذه التقنية.
في ظل ذلك تقوم كبرى الشركات العالمية بخطط تطويرية في ملفات التقنية بشكل مستمر وسط تنافس دولي محموم في المنتجات وفي التطبيقات المختلفة وأمام ذلك فإن أجيالنا تستخدم التقنية بشكل كبير جدا وتعد السعودية من أعلى الدول استهلاكا في قطاع التقنية.
ومن المتفق عليه فإن هذه الاستخدامات تحمل المنفعة والضرر في آن واحد وتعد سلاحًا ذا حدين فعلى الأسر أن تراقب أبناءها وأن يكون هنالك وعي بمحاسن التقنية ومشكلاتها حتى ننشء أجيالاً فاهمة واعية مسؤولة تبدأ من الأسرة ثم المدرسة ثم سوق التدريب والعمل.
وفي ظل التطور الاقتصادي الذي تشهده بلادنا إضافة لملفات الرؤية السعودية التي وضعت قطاع التقنية ملفا مهما وحيويا في أجندات التنفيذ من خلال التواصل مع شركات عالمية كبرى لتدريب وتأهيل الشباب السعودي إضافة إلى وجود التقنية على رأس اهتمامات المشاريع الكبرى القادمة التي تحتاج إلى جيل تقني مميز في الشهادات والخبرات. وقد وفرت الدولة كل إمكانيات الاستثمار في القطاع التقني ووضعت هذا الجانب في خيارات الاستثمار العالمي الذي ستكون السعودية وجهة مفضلة لديه نتيجة الفكر الاستراتيجي الذي تنفذ القيادة الرشيدة في التخطيط والتنفيذ وفي الاستفادة من التجارب العالمية في عدة مجالات وتطبيقها لتحقيق أهداف المستقبل.
وحيث أن الأجيال الحالية مهتمة بقطاع التقنية فإن المسؤولية مضاعفة للاستفادة من هذا الترابط بين الكفاءات البشرية والتقنيات الآلية مع وجود التدريب اللازم حتى يتم تقليص استقدام الخبراء الأجانب في هذا الشأن وإلحاق المتميزين من خريجي الجامعات إلى دورات عالمية لتوظيف تجاربهم في أرض الوطن والاستثمار في طاقات قادمة. وعلى الجامعات السعودية وقطاعات الأعمال في الوزارات وغيرها أن تكثف أنشطة التعليم التقني وأن تؤهل أجيالاً ناجحة للمستقبل الذين ستكون عليهم مهام العمل الدؤوب لعكس الواجهة الحقيقية للوطن.
مشاريع الذكاء الاصطناعي والروبوتات والاقتصاد العالمي والسياحة والطب والهندسة وتقنية النانو ومجالات التصنيع وغيرها كل ذلك يعتمد على التقنية بشكل أول لذا فمن المهم توفير طاقات سعودية ونماذج متميزة للغد المشرق يمتلكون الشهادات والدورات اللازمة ومعها الوطنية والطموح والدافعية حتى نسير على خطى المستقبل بثقة كبيرة تجعلنا على موعد مع الإنجازات والنجاحات المختلفة التي ستبهر العالم وتعكس صورة الوطن وأفراده بالشكل الذي يوازي تاريخ الوطن وحاضره المشرق ومستقبله الناجح.