د. خيرية السقاف
المنتشرون يشوهون جمال الصبح، ولمعة المساء، الذين يحطون على زهور الأيام، وثمار الحياة، الذين يلذعون النفوس الطيبة، ويوخزون العيون النضرة، الذين يطنطنون في الآذان الصافية، ويثيرون الأغبرة في الفضاءات النقية، الذين يتسارعون في الحضور عند أية وليمة، ويتوارون عن الأفراح عند كل نجاح، الذين مع الجنائز يشيعونها لطماً، وفي الأعراس يلمزون همساً، وجهراً، الذين يتباكون في نفاق، ويتفاخرون بنفخ الكير، الذين، الذين..
هؤلاء للفناء كالغبار حين تُرش عليه زخات يتبدد، وحين تمرر عليه مسحات يختفي..
وهم كفقاعات الصابون في فضاء نقي تنتفخ وما تلبث أن تفنى..
فالصبح جميل لا يمسه رذاذهم، والمساء وضيء لا تطفئ مصباحه عتمتهم، والزهور شذية لا يُذهب عطورها عفنهم، والحياة ماضية في نمائها لا تتراجع بكثرتهم، وولائم النجاح تتوالى بالمنجزين لا يقضُّها وجودهم، والآذان مدينة بالخير لا تصغي لغير إيقاعه، والأعراس مشرعة بالناجحين، وبالسعداء، وبالراضين، وبالطامحين، وبالمعطائين، وبالمتفائلين، والنفوس عامرة بالصحة والعافية، والعقول موقِدةٌ مراكبها في بحورها تفاعلاً مُثرياً، وإبحاراً مُستقْبِلاً قبلةَ النجاح، وديمومة الأملِ ، لصباحات أكثر إشراقاً، وسلاماًَ، ومساءات أكثر وضاءة، وأماناً..