فهد بن جليد
يجب إعفاء مُكيفات المُشتركين من الخدمة صيفاً، واستبدالها بمراوح الطيبين (أم كرسي)، ولا مانع من (تبطّح) رب الأسرة وسط بيته، فيما أبناؤه يتعاقبون عليه بمهفات ريش النعام لا الخوص - متوفرة في حراج بن قاسم - لتبريد المكان من حوله مثل سلاطين قصص ألف ليلة وليلة، حتى يتخلص من كابوس (فواتير الصيف) في مُقبل الأيام!
شركة الكهرباء الموقَّرة وضعت (مكيفات) مُشتركيها في قفص الاتهام، وجعلتها المسؤولة عن الأرقام المُفزعة التي التهمت من رواتب الشهر الماضي ما لم يلتهم غيرها من الفواتير والمُطالبات الأخرى، حتماً ستنتهي عاصفة (فواتير يونيو) إن جاز لنا التعبير بتسديد الفاتورة (بالطيب وحب الخشوم) حتى لا يتم فصل الخدمة، فهل سنستفيد ممَّا حدث؟ وهل كان مُجتمعنا بحاجة لمثل هذا (الدرس القاسي) من شركة الكهرباء؟
أنا مُتفاءل أنَّ ما حدث سيكون له وقع إيجابي لناحية ترشيد الاستهلاك، وتغيير أنماط المعيشة الخاطئة في سلوك بعضنا, فمهما كانت الرسائل توعوية لن تُحدث التغيير المطلوب - لستُ مثالياً هنا - ولا أدافع عن شركة الكهرباء، كُلنا تألمّنا من (صفعة) الفاتورة الأخيرة، كم أب سيحرم أطفاله من الترفيه والرفاهية في هذه الإجازة؟ ليُسدِّد فواتير الكهرباء والماء والاتصالات، كثيرون أعرفهم أعادوا تشكيل حساباتهم وخطط الإجازة وميزانياتهم لهذا الشهر، وخصوصاً أنَّنا للتو خرجنا جميعاً من شهر رمضان وعيد الفطر ومصاريفهما الثقيلة، الخوف الآن ليس من الفاتورة التي صدرت، بل من أيام الصيف الحُبلى مع شركة الكهرباء، انظر إلى صراخ الموسرين من مشاهير الفن والرياضة والإعلام على تويتر، حتى تعرف حال المُعسرين والبسطاء من الأرامل والأيتام مع فاتورة الكهرباء.
عزيزتي شركة الكهرباء، ماذا نفعل؟ لن نهرب إلى المغارات والكهوف بحثاً عن الظل والتهوية مثل الإنسان الحجري، هذا نحن وهذه منازلنا وهذا طقسنا ومناخنا وطبيعة بلادنا, لم نُصمَّم بيوتنا بطريقة (البادكير والماسكات والطراز الأندلسي.. وغيرها) للسماح بمرور التيارات الهوائية الباردة وطرد الحارة، (الطاقة الشمسية) مُعطَّلة في حياتنا, نحن وأنتِ سوياً تحت أشعة الشمس، فأنتِ المُزود الوحيد للخدمة، قيظك حارق، وفواتيرك رمضاء، فدلينا على الظل.
وعلى دروب الخير نلتقي.