عبد الاله بن سعود السعدون
تشهد ساحات مدينة مشهد والحرم الرضوي فيها تظاهرات عارمة تنادي بإنهاء ديكتاتورية المرشد علي خامئني وروحاني، وندّد المتظاهرون بتدخل ملالي طهران الإجرامي في دول الجوار العربي رافعين شعارات ضد إجبار أبنائهم بالمشاركة في حروب طائفية في العراق وسورية بحجة حماية مراقد أهل البيت ظاهراً والباطن سياسي توسعي في السيطرة على ثروات هذين البلدين العربيين ومد نفوذههم الفارسي.. وطالب المتظاهرون بإيقاف هدر أموال الشعوب الإيرانية على مشاريع إرهابية وحرمان الشعب الإيراني من ثروات بلاده. ومن الجدير بالذكر أن إيران تأتي في المراكز المتقدّمة في قوائم الدول الفقيرة وهي الدولة البترولية عالية الريع المالي...
ومارست قوى التسلط القمعي من فرق الحرس الثوري وعملاء أطلاعات صنوف التنكيل بالضرب والاعتقال لسحق هذه التظاهرات الوطنية، مستخدمين قنابل الدخان وخراطيم المياه الساخنة وقطع شبكة الإنترنت عن منطقة مشهد وخراسان بأجمعها في محاولات يائسة لإسكات صوت الحق بهتاف الجماهير الغاضبة والهادرة وبصوت واحد (الموت للدكتاتور خامئني)...
وحث المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المتظاهرين من العمال والمزارعين والمعلّمين بتوسيع محيط الاحتجاجات بكل المدن الإيرانية رافعين شعار (نحن عمال ومزارعي إيران ولسنا عبيد خامئني).. ودمّر المتظاهرون مقر ممثل خامئني في كرمان زين العابدين قرباني أثر استولى على أثمان الأسواق التجارية التي باعتها أجهزته ولم تسلم المحلات التجارية للمشترين مطالباً بعمولات ورشاوي له ولملالي كرمان... وفي مدينة كرج اعتصم عمال البلدية والخدمات الصحية في الساحة الرئيسية بالمدينة مطالبين بصرف مرتباتهم التي مضى على توقفها سبعة أشهر وأكّدت وكالة فوكس نيوز أن الحركة الاحتجاجية لن تتوقف في المدن الإيرانية وأن حالة العجز والإفلاس المالي تزيد الحطب على نار الثورة الشعبية وأن وسائل القمع الأمني لن توقف موجة التظاهرات الجارفة التي تستهدف تغيير نظام الملالي جذرياً وأن شعار المتظاهرين الحرية والديمقراطية سيؤدي بالنهاية لتغيير النظام في طهران....
وفي الأول من شهر يوليو الحالي عرضت المعارضة الإيرانية في مؤتمرها السنوي في باريس مجملاً من الصور وأفلام الفيديو تبيّن مشاهد عديدة للتظاهرات والاحتجاجات الشعبية المناهضة لنظام ملالي طهران وقم تمثّل ثورة الفقر والعصيان السياسي. وبيّنت السيدة مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (أن مؤشرات التغيير بسقوط بظام الملالي قد بدأت وسيتم القضاء على استبداد وتحكم خامئني واستطردت قائلة (إن البرامج الصاروخية ودعم وتمويل الإرهاب مع التدخل التآمري والتحريضي في شؤون الغير.. أسباب مافيةً لإسقاط النظام الإيراني الحالي وأن إيران الحرة. هي البديل وسيتحقق ذلك قريباً بأيدي رجال المقاومة الشعبية في الداخل والخارج.
أهمية هذا المؤتمر المنعقد في باريس بداية الشهر الحالي تأتي باتحاد كافة القوى المعارضة لنظام الملالي في طهران وقم وتضامنها مع منظمة خلق التي حملت لواء المعارضة الأول بقيادة مسعود ومريم رجوي منذ انفراد مجموعة الخميني بالحكم بتسميته (ولي الفقيه) وتركيز كل السلطات بيده وإعلانه المشروع القومي التوسعي جغرافيًا تحت عباءة الولاء للمذهب ونشر التشيّع في دول الجوار العربي واستغفال أشقائنا من محبي آل البيت الذين يشاركهم الحب والولاء كل المسلمين في أرجاء العالم والادعاء بأنهم مظلومون ومحرومون ومحاولة إيران الملالي رفع الظلم والذل عنهم مما يكذب هذا الادعاء باحترام كل المذاهب الإسلامية دون تمييز في مجتمعات الجوار العربي لإيران وتمتعهم بحقوق المواطنة الكاملة وهدف النظام الإيراني من مشروعة التوسعيية السيطرة على العراق وسوريا بآلياته العسكرية المسلحة وتنفيذ مشروعه الطائفي الوهمي بالامتداد من طهران حتى جنوب لبنان مرورًا ببغداد الأسيرة ودمشق الجريحة.
تميز مؤتمر باريس للمعارضة الإيرانية بمشاركة عديد من الشخصيات المرموقة في العالم الحر بالحضور وإلقاء الكلمات المؤيّدة للمعارضة الوطنية الإيرانية لنيل حقوقهم المشروعة. في الحياة الحرة والكريمة مع مد جسور الأخوة والمحبة مع العالمين العربي والإسلامي.
وأكَّدت كل هذه الشخصيات المشاركة في المؤتمر الموسع للمعارضة الإيرانية على أن الوقت قد حان للتغيير ولا بد لثورة الفقر أن تزيح ديكتاتورية المرشد خامئني وملالي نظام طهران ولا بد أن تتمتع شعوب إيران المتضامنة بالحرية والكرامة واحترام ودعم دول الجوار الإقليمي والدولي لثورتهم الوطنية الشعبية.