إبراهيم الدهيش
على غير ما جرت به عادة إعلامنا الرياضي في أعقاب أية مشاركة - أتحدث هنا على مستوى المنتخبات - من تسابق في طرح آرائه وانتقاداته وجدولة إملاءاته التي لا تخلو في غالبيتها من اتهام مبطن وتشكيك مغلف وتصفية حسابات تحت بند المصلحة العامة، لدرجة أننا نجد أنفسنا في النهاية أمام حزمة من المطالبات والإملاءات التي لا تعني سوى عودتنا للمربع الأول! إلا أن تصاعد مستوى المنتخب هذه المرة وإنهاءه مشاركته المونديالية بالفوز في تصوري ألجم كثيراً من الأصوات التي كانت تنتظر دورها في التأجيج والتأزيم، هذا بشكل عام وإلا فهناك ممن لا يزال (يدندن) بذات الثقافة المتخمة بالتعصب!!
- على العموم سأكتفي بتلك الإشارة لأقول: كنت على يقين أن هناك انتفاضة ستعقب مشاركتنا في روسيا تبرهن على أن الاتحاد السعودي لكرة القدم ماض في تحديث وتجديد آلية احترافنا، فكان أن أصدر عدداً من التعديلات على لائحة الاحتراف تعد استكمالاً للخطوات التصحيحية والاستراتيجيات التطويرية باتجاه نقلة نوعية في مسيرتنا الرياضية تعنى بالعقود والأجر الشهري الذي صُنِّف اللاعبون من خلاله إلى ثلاث فئات كنظام مستنسخ - ولا بأس في ذلك - من تجارب دول سبقتنا في مضمار الاحتراف وإقرار نظام الرسوم بما يقدر بـ (50 في المئة) من إجمالي دخل اللاعب السنوي للفترة المتبقية من عقده يتم تحصيلها لفائدة النادي كرافد ومورد اقتصادي يتم استثماره في أعمال التطوير وتحسين بيئة النادي.
هذه التعديلات العادلة والمنطقية هدفت إلى إعطاء اللاعب ما يتناسب مع قيمته الفنية وتصنيفه الفئوي، وبالتالي إيجاد حافز التنافس بين اللاعبين لتحسين الفئة علاوة على تشجيعهم بشكل غير مباشر للاحتراف الخارجي وتكرار التجربة الناجحة للاعب المتألق دوماً سالم الدوسري الذي أثبت أن اللاعب السعودي لا يقل أبداً عمن سواه، وإن كنت بالمناسبة وكما أشرت لذلك خلال مقالة فارطة لا أحبذ تكرارها في الليغا الاسبانية بل في دوريات أخرى كالدوري الهولندي أو البلجيكي أو السويسري أو غيرها، إضافة إلى هدف ترشيد حجم الإنفاق والهدر المالي الذي أوصلنا إلى حافة الهاوية.
- ويأتي قرار تجديد الثقة في بيتزي وتمديد عقده حتى نهاية كأس آسيا 2019م لا يقل أهمية، حيث أكد بما لا يدع مجال للشك بأننا بلغنا من التعامل العقلاني والنضج الاحترافي حدا جعلنا نعي معنى الاستقرار الفني، عكس ما كنا عليه في السابق من تسرع في الحكم على المدرب دونما إعطائه مزيداً من الوقت والفرص لإثبات كفاءته وقدرته، خاصة والسيد بيتزي أصبح ملماً بمنافساتنا المحلية وعلى دراية بفكر وعقلية اللاعب السعودي من حيث التعامل ومعرفة قدراته وإمكانياته، علاوة على أنه أنهى مهمته رغم قصر فترة إشرافه بشكل تصاعدي في أداء المنتخب للأفضل، وهو قادر على الإضافة خاصة في ظل ما تعيشه كرتنا من دعم ومساندة على كافة المستويات سيمكنها - بعد توفيق الله - من إعادة تربعها على عرش الكرة الآسيوية والانطلاق نحو العالمية في قادم الاستحقاقات بشكل مختلف.
تلميحات
- يبدو أن تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) لا يعطي الوجه الحقيقي لواقع المنتخب - أي منتخب - بدلالة أن (7) من أصحاب المراكز العشرة الأولى في التصنيف قد غادروا بطولة كأس العالم بينما المنتخب الروسي صاحب أسوأ تصنيف (70) قد ضمن الوصول للدور ربع النهائي!
- إلى متى نظل بطموحنا المحبط ويظل تنافسنا نحن العرب حول من تستقبل شباكه أهدافاً أقل في المشاركة العالمية؟!
- أن تصف صحيفة (الاندبندنت) البريطانية الجمهور السعودي بـ (الجمهور الأكثر تهذيباً في كأس العالم بروسيا) فهذا لعمري يصيبنا بالزهو والفخر. شكراً شبابنا فقد كنتم خير سفراء لوطنكم!
- فيصل الدخيل اللاعب الدولي الكويتي السابق اعتبر المنتخب الجزائري الوحيد الذي شرَّف الكرة العربية ونسي أو تناسى ما قدمه (الأخضر) في (94)! كبيرة يا فيصل!
- وفي النهاية أتساءل: أين هي نواقص محترفنا المحلي في التأسيس أم الفكر أم التهيئة الذهنية؟! أترك لكم مهمة الإجابة.. وسلامتكم.