كتب - محرر الوراق:
أصدر الشيخ عبدالله بن عبد المحسن الماضي مؤخرا كتابه «نوادر من النثر وشوارد من الشعر» ويذكر ابن ماضي في مقدمة كتابه الذي قاربت صفحاته المائتين أن معايشته لمرحلة عمرية مديدة قاربت الثمانية عقود من الزمن بحلوها ومرها وخوفها وأمنها وصحتها وسقمها أن هذه التجربة أتاحت له ممارسة تأملات ووقفات، ودراسة لفئات متباينة من المجتمع، كل ذلك تولد عنه رغبة في تدوين عدد من الإصدارات التي أعطت قسطا من معرفة نماذج من معايشة عصر مضى، ويضيف الماضي: لقد أتيح لي جمع مختارات من الحكم شعرا ونثرا بالإضافة إلى شيء من الشعر الشعبي ضمنتها هذا الإصدار الذي أقدمه للقارئ الكريم عسى أن تكون فيه الفائدة وأن يلقى قبولا.
وسبق مقدمة المؤلف تقديم الدكتور فائز بن موسى البدراني الحربي، حيث أثنى على الجهد الكبير في جمع مادة الكتاب، الذي ينم عن ذائقة أدبية، وعن عناية مميزة بالشعر، وليأتي هذا الكتاب مكملا لمؤلفات الكاتب السابقة، ومتسقا مع منهج صاحبه الذي عرف بسلاسة العبارة وتقديم المعلومة دون تكلف.
وعودا على كتاب الماضي، فقد قسم هذا الكتاب إلى (22) بابا جمع فيها الكلمات والأشعار والحكم، فكان من هذه الأبواب: باب عن الكرم، وآخر يحذر من البخل، تلاه باب يحث على التسامح، وباب فيه الحث على التواضع والتغافل، وحذر الماضي في باب مستقل من اللؤم، وحث على الصبر في الباب الذي يليه.
ولم يغفل المؤلف الحكمة، فقد وضع لها بابا مستقلا، وباب آخر للتحذير من الكسل، ومن الطبيعي، أن نجد لدى الماضي بابًا للحث على صلة الرحم، وبابًا للتحذير من الحسد، ومن عرف ابن ماضي ومنهجه، فلا يستغرب أن يكون للوطن باب مستقل في هذا الكتاب، والحث على الصمت كان حاضرا في الكتاب، وأما التحذير من الحماقة، فقد كان آخر أبواب نوادر الماضي وشوارده.
وفي كل باب من هذه الأبواب يجد القارئ النثر والشعر يتنافسان لإشباع رغبة القارئ وإرضاء ذائقته الأدبية.