فهد بن جليد
أرجو أن تُحرِّك الحادثة الأخيرة التي وقعت في إحدى المدن الترفيهية بالطائف المياه الراكدة، تجاه ضرورة سرعة تأنيث وظائف المدن الترفيهية بالكامل، النساء أقدر وأفضل في التعامل مع صغار السن في مثل هذه المواقع من العمالة الرجالية الوافدة خصوصاً -طالبت هنا في مقال سابق- عنوانه (الملاهي والتحرش بالصغار) منشور في «الجزيرة» يوم 14 يونيو 2015م بضرورة تدخل وزارة العمل فوراً لتأنيث وظائف مدن الألعاب الترفيهية، وأكدت أنَّ بناتنا قادرات ومؤهلات للقيام بمثل هذه المهام، فبقاء العمالة الوافدة قريبين من أطفالنا في مثل هذه الأجواء من المرح وتشتت الانتباه، ووسط انشغال الوالدين عادة وغياب الرقابة، يعد (قصوراً بحق الأطفال) الذين يجب حمايتهم، وتهيئة بيئة آمنة لهم في مثل هذه المدن الترفيهية.
ليس عيباً أن نقوم بتطوير الوضع القائم منذ عقود، خصوصاً أنَّ من يقوم بتشغيل هذه الألعاب عادة هم عمالة عادية غير متخصصة أو مؤهلة للتعامل مع الأطفال، يتم استقدامهم مثلما يتم استقدام الملايين من الأيدي العاملة الأخرى في بلادنا، دون خضوعهم لفحص نفسي، أو كشف لسجلهم السلوكي والأمني، قبل إسناد مهمة التعامل مع الصغار إليهم، وهذا خطأ يجب تصحيحه، مع وقوع مثل هذه الحادثة.
السلوك الغريب الذي رصدته الكاميرا في تلك المدينة الترفيهية تجاه بعض الأطفال، يؤكد ويعزز وجاهة مثل هذا التخوف والمطلب، ويوجب سرعة اتخاذ الخطوة الصحيحة، وربما أعطى مؤشراً حول حوادث أخرى لم يتم رصدها، لا نريد رؤية أو سماع مزيد من ذلك، الأفضل أن تُسند مثل هذه المهام للنساء السعوديات المؤهلات، ويتم قصر العمل عليهنَّ، سنوفر وظائف جيدة ومناسبة لهنَّ، وسنُعزز بذلك رفع ثقافة توعية الأطفال من التعرض للتحرش، لأنَّ الوضع القائم الآن بالسماح للعمال الأجانب بملامسة أجساد الأطفال أثناء تجهيز الألعاب أو التأكد من ارتداءهم لاحتياطات السلامة، يتناقض مع تحذيرات التحرش التي يتم تعليمها للأطفال بعدم السماح لأحد بملامسة أجسادهم، وأن يقوموا بالإبلاغ عن أي أحد يقوم بذلك.
وعلى دروب الخير نلتقي.