يبحث منتخب إنجلترا عن بلوغ نهائي كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه بعد 1966، عبر تخطي كرواتيا اليوم في نصف النهائي، وأحدثت مشاركة إنجلترا في هذا المونديال حالة جماهيرية صاخبة في البلاد وحصدت مبارياتها نسب مشاهدة قياسية، فيما استحوذ المدرب غاريث ساوثغيت وتشكيلته الشابة على قلوب مشجعي منتخب «الأسود الثلاثة»، وفي تناقض مع الأجواء الاحتفالية في لندن وباقي المدن الإنجليزية، أمضى هاري كاين ورفاقه أياماً هادئة في منتجع ريبينو البحري الذي يبعد 45 كلم شمال غرب سان بطرسبرغ، قبل التوجه إلى موسكو التي يستقبل ملعبها لوجنيكي ثاني مباراتي نصف النهائي بعد مواجهة فرنسا وبلجيكا.
ويدرك الإنجليز أنهم يشاركون في كأس العالم ونصف النهائي، ولا بد من التركيز كثيراً على المباريات لدرجة أنهم نسوا ما حققوه حتى الآن، ويأملون في تحقيق المزيد ببلوغ النهائي والتتويج، ولكن خلافاً لمواجهة السويد والأداء الدفاعي الصلب، يتوقع أن تكون مواجهة كرواتيا وهي الأولى بينهما في كأس العالم، أصعب مع ترسانة نجوم يتقدمها لاعب وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش.
وكانت كرواتيا أحد ثلاثة منتخبات حققت علامة كاملة في دور المجموعات، من بينها انتصار ساحق على الأرجنتين 3 - صفر، لكن لاعبي المدرب زلاتكو داليتش احتاجوا إلى ركلات ترجيح مرتين في دور الـ16 أمام الدنمارك وربع النهائي ضد روسيا لبلوغ المربع الأخير للمرة الثانية منذ 1998 عندما حلوا في المركز الثالث.
ويقود المنتخب الكرواتي نجم وسطه المخضرم مودريتش (32 عاماً) الذي سيعزز حظوظ نيله الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم بحال بلوغه النهائي، وذلك لتتويجه مع ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا، وإلى مودريتش الذي نال جائزة أفضل لاعب في المباراة لثلاث مرات في المونديال الحالي، يتألق لاعب وسط برشلونة الإسباني ايفان راكيتيتش مسدد الركلتين الحاسمتين ضد الدنمارك وروسيا، والحارس دانيال سوباشيتش الذي أصبح ثالث حارس في تاريخ المونديال يصد أربع ركلات ترجيحية في نسخة واحدة، بعد الألماني هارالد شوماخر في 1986 والأرجنتيني سيرخيو غويكوتشيا في 1990. وخلافاً لحالة الهدوء في المعسكر الإنجليزي، عكر الأجواء الكرواتية طرد المدافع الدولي السابق أونيين فوكويفيتش من البعثة وتغريمه من الاتحاد الدولي (فيفا) لنشره شريط فيديو مؤيد لأوكرانيا بعد تخطي روسيا بركلات الترجيح، وأفلت من عقوبة الإيقاف المدافع دوماغوي فيدا، إذ اكتفى فيفا الذي يحظر التصريحات السياسية في مسابقاته بتوجيه تحذير له.
وبرغم مفاجأة إنجلترا التي لم يكن بلوغها نصف النهائي متوقعاً حتى من قبل الصحافة المحلية، يرى آلي أن فريقه قادر على قطع مسافة أطول في النهائيات الأولى التي تقام في شرق القارة الأوروبية، وقال تعين علينا أن نثق، وندرك موهبة تشكيلتنا عندما تملك أساسات صلبة وصورة واضحة لما تريد تحقيقه، ليس مفاجئاً أن تسير الأمور بشكل جيد معنا». وتعول إنجلترا على النجم هاري كاين الذي يتصدر ترتيب هدافي البطولة بستة أهداف بينها ثلاث ركلات جزاء، وكانت إنجلترا، احرزت لقباً وحيداً في البطولة العالمية على أرضها في 1966 على حساب ألمانيا بعد التمديد (4 - 2)، وبلغت نصف النهائي مرة ثانية في 1990 عندما خسرت أمام ألمانيا بركلات الترجيح، وقد فكت عقدتها مع ركلات «الحظ» في المونديال الحالي بتخطي كولومبيا في الدور الثاني.
أما كرواتيا، فيأمل جيلها الحالي بالسير على خطى جيل 1998 الذي ضم العمالقة دافور شوكر وزفونيمير بوبان وروبرت بروسينتشكي، الذي تقدم على فرنسا المضيفة في نصف نهائي 1998 بهدف لنجمه رئيس الاتحاد المحلي حالياً شوكر قبل أن ينقذ الأرض مدافعه ليليان تورام بتسجيله هدفيه الوحيدين مع «الزرق» في 142 مباراة دولية.