د. عبدالرحمن الشلاش
أي حوادث أو وقائع أو مشاكل تجري للأبناء والبنات داخل المنزل تتحمله الأسرة دون جدال. خارج أسوار المنزل تتشارك الأسر مع هيئات ومؤسسات وأجهزة حكومية في تحمل المسؤوليات.
ما يجري داخل البيوت للأبناء الصغار والمراهقين أول ماتشير أصابع الاتهام بالتخلي عن المسؤولية للآباء والأمهات وهل قاموا بأدوارهم التربوية على خير وجه أم فرطوا بغيابهم وتخليهم وعدم تحملهم للأمانة وصون هؤلاء الأبناء حتى يكبروا ويعقلوا ويفهموا ثم يتحملون المسؤولية كاملة.
أقول هذا الكلام وأنا أسمع وأشاهد وأقرأ من خلال وسائل الإعلام القصص المؤلمة لأطفال انتحروا بسبب لعبة إلكترونية اسمها الحوت الأزرق وآخرها طفلة المدينة البالغة 13 عاما وقبلها طفل أبها وكل هذا حدث في ظرف أسبوع واحد فقط ناهيكم عن كثير من الحوادث الأخرى التي طواها النسيان بعد أن خلفت الجراح والآلام وعض أصابع الندم على التفريط في وقت لا ينفع فيه الندم.
ونحن في معمعة لعبة الحوت الأزرق الإلكترونية وحصدها لأرواح أطفالنا صدمنا مرة أخرى في مدينة الرياض عندما أعادت لنا خادمة أثيوبية مسلسل القتل الذي كنّا نتوقع أنه انتهى بعد أن أخذنا منه العظات والعبر حيث أقدمت على قتل فتاة وأصابت شقيقها في أجزاء مختلفة من جسده المغدور، والكارثة أن الجريمة البشعة تمت في غياب تام للوالدين عن المنزل!
هذه الحوادث تثير علامات الاستغراب من غياب بعض الأسر عن الوعي بدورها وكأن بعض الآباء والأمهات قد فهموا أن دورهم يقتصر فقط على تأمين السكن والأكل والشرب والملابس وعدم الوعي بالدور العظيم في التربية بشمولتها لكل مناحي الحياة بدءا بتربيتهم على طرق التعامل الجيدة واستثمار الأوقات بما هو مفيد وتوجيههم للابتعاد عن كل ما يضرهم. غياب الأسرة عن دورها المفترض في التوجيه والتثقيف والارتفاع بمستوى الوعي فترك الأبناء لساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية مسؤولية من؟ وتركهم للخادمة وهم أمانة عظيمة مسؤولية من؟
لماذا لا نتشارك معهم في الاهتمامات حتى لو تطلب الأمر اللعب معهم؟ كذلك لو استدعى الأمر في كثير من المواقف النزول لمستوياتهم. أيضا تحفيزهم ومنحهم ما يرغبون دون إسراف أو تدليل زائد قد يكون وبالا عليهم!
يجب أن نعرف في تعاملنا مع أبنائنا أن المتطلبات النفسية والعاطفية أهم بكثير من المتطلبات المادية. أخيراً الحرص الشديد ألا نتركهم في البيت أو في خارجه لوحدهم لفترة طويلة دون سؤال عنهم أو تفقد لنشعرهم على أقل تقدير بأنهم دائما في دائرة اهتمامنا.