د. أحمد الفراج
نواصل الحديث عن مرحلة استقطاب نظام الحمدين لطابوره الخامس في المملكة، والذي كانت أولى طلائعه أقطاب الإسلام السياسي، أي أخوان المملكة والسروريين، الذين طاب لهم المقام في كعبة المضيوم (الدوحة)، وطاب لهم التسامح معهم، فقد تنمّروا بشكل غير مسبوق، لا على الإعلام السعودي والمثقفين فقط، بل على الدولة، فأصبح أمرا طبيعيا أن يحشدوا أتباعهم العوام، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال تجمعاتهم، وذلك للتخريب تارة، وللتشويش تارة أخرى، على المناسبات التي ترعاها الدولة، مثل المهرجانات والمعارض، ولا زلت أذكر أحد أقطاب التشويش، وهو يقف بخيلاء، خارج معرض الكتاب بالرياض، ويعطي توجيهاته لأتباعه من الشباب المغرر بهم!.
عندما دلفت إلى داخل المعرض، شاهدت ذات الشباب، وهم ينهرون هذا، ويدخلون في خصوصية ذاك، ويفعلون ذلك بكل أريحية، وما نقص من توجيهات لهم خارج المعرض، يأتيهم عبر الهاتف الجوال، في مشهد مسرحي بامتياز، وفي مرحلة التسامح تلك، شاهدنا جميعا تلك الدعوات بالمرض، التي أطلقها بعض المتشددين من خلايا قطر على أحد الوزراء، داخل مبنى وزارته، وقد زعم أؤلئك المتشددون أن دعواتهم على وزير آخر أصابته بمرض خبيث!، وهنا تقمصوا دور الأولياء الصالحين، الذين لا يخالفهم أحد إلا أصابته دعواتهم، وقبل ذلك كانت مجموعة من خلايا قطر الناعمة داخل المملكة قد داهمت وزارة أخرى، وأصرت على لقاء الوزير، وعندما أخبرهم نائبه أن بإمكانهم التحدث معه، قالوا إن مهمتنا أكبر منك، ولا بد من الحديث مع معالي الوزير شخصيا!.
أحداث جسام، كانت تحدث في بلادنا، تقوم بها خلايا تنظيم الحمدين، الذين بلغت بهم الجرأة درجة التهديد والوعيد لمن يقف في طريقهم، وبلغ تنمّرهم على من يقف مع الوطن حدا لا يمكن أن يفهم، وأذكر في هذا السياق أنني كتبت مقالا في هذه الجريدة الموقرة، وذلك بعد أن تم تصنيف تنظيم الإخوان كتنظيم ارهابي، وحينها دخل أحد أشهر الحزبيين السعوديين في حوار معي من خلال تويتر، وأغلظ بالقول ضد ما كتبته، ثم عندما قلت له: « ألا تعلم أن الدولة صنفت تنظيم الإخوان كتنظيم إرهابي»، كتب نصا: «أنا إخواني.. وأركب -أنت ومن وراءك- أعلى ما في خيلك»!، في حالة تنمّر وتحدٍ غير عادية، ثم هل جاءكم نبأ الذي لا يتوانى عن كتابة قصائد المديح في أمير قطر، وقريحته الشعرية تتوقف عند نظام الحمدين، ولا ندري كم قيمة كل بيت شعر، ولكن المؤكد أن العطايا جزلة، لدرجة أنها تمنعه من كتابة بيت شعر مكسور في مدح وطنه، وللحديث صلة عن خلايا قطر الناعمة داخل المملكة، في زمن التسامح الذي مضى!.