د.عبدالمحسن بن وني الضويان
خلال إجازة عيد الفطر المبارك تسنى لي السفر مع العائلة إلى المنطقة الشرقية حيث أقمت في احد المنتجعات (الشاليهات). الطريق واسع وهناك صيانة مستمرة وهي صيانة ضرورية، حيث تتعرض المسارات إلى الهبوط أو ما يعرف هندسياً بالتخدد أي الاختلاف في مستوى الإسفلت مما يجعل القيادة عبره غير مريحة وربما تسببت بأضرار للسيارة كالخلخلة لها أو انفجار الإطارات وما قد يصاحب ذلك من حوادث -لا سمح الله-، إضافة إلى أن الطرق السريعة تعاني من حركة الأتربة أو الرمال المتحركة بسبب العواصف مما يستدعي ضرورة إزالة الرمال باستمرار وقد يؤدي وجودها إلى تغطية أجزاء من الطريق بالكامل ومعروف ما قد يسببه ذلك من أخطار، وقد وعت وزارة النقل هذه الأخطار فأولتها الاهتمام الذي تستحقه. لكن لدي ملاحظات على طرقنا السريعة بين المدن أتمنى من مسؤولي الصيانة في الوزارة أخذها في الاعتبار، ومنها:
1- لاحظت زيادة السرعة المسموح بها من 120كم في الساعة إلى 140كم في الساعة، ولا أدري ما الحكمة في زيادة السرعة وإلى أي مدى هي ضرورية إذ من المعروف أنه كلما زادت السرعة زاد معدل الحوادث وإدارات المرور في بعض الإحصاءات تعزو 80 % من حوادث الطرق للسرعة. أتمنى ممن يعنيه الأمر في وزارة النقل والمرور دراسة موضوع زيادة السرعة بأبحاث تكلف فيها الجامعات ومراكز البحوث مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لإيضاح مزايا ومساوئ زيادة السرعة، ولا أريد أن أسبق نتائج الدراسة لكنني أتوقع أن زيادة السرعة هو زيادة في استهلاك الوقود وزيادة معدل الحوادث، وتقصير عمر المركبة.
2- يلاحظ في طرقنا السريعة العشوائية في توزيع اللوحات الإرشادية للمسافات إذ المفروض أن تتوزع بشكل منتظم كل عشرة كيلومترات تظهر لوحة تبين المسافة المتبقية لجهة الوصول، لكن الموجود الآن خلاف ذلك أحيانا كل عشرة أو خمسة كيلومترات، بل إن اللوح قد تختفي مسافات طويلة من دون أن يظهر لها أثر.
3- توزيع محطات الوقود يعاني كثيراً من التوزيع غير المنتظم، وهذا خطأ كبير فقد يكون قائد المركبة بحاجة إلى وقود لكنه لا يدري متى تأتي المحطة، توزيع المحطات يجب أن يكون بين مسافات شبه متساوية، وعند الوصول إلى محطة لا بد من وضع لوحة إرشادية تبين المسافة إلى المحطة التي تليها، أحيانا تكون المسافات متباعدة جدا تجعل قائد المركبة في قلق خشية أن ينفذ الوقود قبل وصوله للمحطة.
الدولة -أيدها الله- تصرف مبالغ طائلة وقد وفقت، والحمد لله، بربط مدن المملكة بطرق سريعة ذات مستوى عالٍ، على الرغم من مساحة المملكة الشاسعة التي تعد قارة والملاحظات التي أورتها رغم أهميتها لا تكلف كثيرا ولكنها ضرورية لأمنها لراحة المسافرين، أرجو من وزارة النقل مشكورة أعطاء ما ورد من ملاحظات الاهتمام الذي تستحقه.
أخيرا لابد من الإشادة بما حصل مؤخرا من نظافة واهتمام بدورات المياه على طرقنا السريعة، راجياً من الله أن يستمر هذا الاهتمام الذي يعكس الوجه الحضاري لبلادنا أدام الله أمنها واستقرارها في ظل قيادتنا الحكيمة.
والله الموفق.