سعد بن عبدالقادر القويعي
بعد عقود من دعم الإرهاب عالميا، وسفك دماء الأبرياء بدينامية القوة العسكرية الرئيسة لنظام الحرس الثوري، والقائمة على سياسة الإرهاب، والتدخل تحت عنوان: «تصدير الثورة»، فإن إسقاط نظام ولاية الفقيه يعتبر الطريق الوحيد لإنقاذ الشعب الإيراني من شر الاستبداد الديني الحاكم، والطريق الوحيد -كذلك- لإحلال السلام، والأمن في المنطقة؛ ولأنه -اليوم- في متناول اليد، فإن نهاية النظام الإيراني باتت قريبة جدا لاستتباب الاستقرار، والهدوء في المنطقة.
السقوط مرحلة حتمية لأي نظام أمني مهما كان قويا، فالغطاء الديني، أو الطائفي، لم يعد يوفر أي حصانة للطغمة الحاكمة، وهو ما يؤكده -الدكتور- كريم عبديان بني سعيد -الناشط الحقوقي والمهتم بقضايا إيران-، بأن الانقسامات الداخلية العميقة الأخيرة بين أقطاب النظام، والأوضاع الاقتصادية المتردية باستمرار، والمشكلات الاجتماعية الناتجة عن مصادرة الحريات؛ جراء القوانين التي تتحكم بالحريات الشخصية لمعظم فئات الشعب، -خصوصاً- الشباب، والنساء، -ومثله- الفساد المستشري في أجهزة السلطة، وقمع الشعوب الإيرانية غير الفارسية، ومصادرة حقوقها بالكامل، تجعل النظام الإيراني يعوم وسط بحر من مشكلات، -إضافة- إلى ضغوط الإدارة الأمركية الجديدة على إيران، ومن ذلك على سبيل المثال: تصريح -وزير الخارجية الأمريكي- مايك بومبيو، أثناء إعلان استراتيجية أمريكا الجديدة، بأن: «النظام الإيراني خلال الاتفاق النووي، كان أكبر دولة راعيه للإرهاب في العالم».
البديل الديمقراطي لإسقاط النظام من عرش الحكم، وإقامة الحرية، والديمقراطية؛ ليكون حلا لائقًا لرأب الصدع بين الطوائف، والقوميات المختلفة في إيران، والتفرقة بين الشيعة، والسنة، سيكون مدافعا عن الحرية، والمساواة لكل أتباع الديانات، وحلا للعلاقات المتوترة بين إيران، ودول المنطقة، -إضافة- إلى إدراج قوات الحرس في قائمة التنظيمات الإرهابية، وطردها من عموم المنطقة، وتسليم خامنئي، وغيره من قادة النظام إلى العدالة؛ لانتهاكهم حقوق الإنسان، والجريمة ضد الإنسانية، -لا سيما- المجزرة في العام 1988؛ وبسبب جرائم حرب في المنطقة، هو ما دعت إليه رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية -السيدة- مريم رجوي الأمم المتحدة، والاتحاد الاوروبي، والولايات المتحدة، ودول المنطقة.
أحقية مواقف المقاومة الإيرانية، وإصرارها على ضرورة إسقاط النظام، ترجمتها توصيات اختتام المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس -قبل أيام-، عندما أكدت على ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه، وعلى إمكانية إسقاطه؛ من أجل إيجاد بديل ديمقراطي، ومقاومة منظمة؛ للإطاحة بالنظام الاستبدادي المذهبي. وسيكون على المنصفين من عقلاء العالم، أن يدعموا ثورة الشعب الإيراني؛ حتى تكتمل صورة طور التكوين لإيران المستقبل، والعمل على إنهاء الحروب، والأزمات في المنطقة، ونكون قادرين على طي حقبة نظام ولاية الفقيه، والقائم على دعم الإرهاب، والقمع، وأسلحة الدمار الشامل.