سعد الدوسري
قلت لك بالأمس: كن ثمناً نفيساً، وضَعْ لكَ في الحياة مكاناً يليق بطموحك المتّقد، وبسنوات عمرك الغنية بالإبداع. ألم ترَ كيف اتجه العالم كله لجنازة الشابين ذيب وجاسر اليامي. هذان رمزان مشعّان بالحياة، حتى بعد استشهادهما عاشا لكي يرفعا اسميهما عالياً، في بلاد تجلدهما كل يوم، بسياط الغربة. عاشا ينشران بخور وطنهما، في كل فصل دراسي، وفي كل مختبر علمي، وفي كل غرفة سكنية. عاشا بين الكبار، كباراً. وحين ماتا، كان موتهما من أجل إنقاذ الأطفال.
ألم تقرأ رسالة تأبين عميد شؤون الطلاب في جامعاتهما الأمريكية؟! أرجوك، اقرأها بعمق. لقد أبكت كلماته، طلاب العالم بأسره، ولا بدَّ أنها ستحفر اسميهما في ذاكرة البطولة المطلقة، وبذل الروح من أجل الآخرين. أنا على ثقة، أنك ستغير موقفك الآن. ستعيد حساباتك مراراً، لتكون شبيهاً بهما، تفدي أبناء وطنك بروحك، بدل أن تحمل السلاح في وجوههم، من أجل قضية خاسرة، يقودها مأجورون خونة.