محمد سليمان العنقري
مع بداية الصيف الحالي ارتفعت قيمة فاتورة استهلاك الكهرباء مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بعد تعديل توزيع وأسعار شرائح الاستهلاك ارتفاعاً الذي بدأ قبل عدة أشهر في فترة ينخفض بها الاستهلاك لبرودة أو اعتدال الطقس مما يقلل من استهلاك أجهزة التكييف التي تعد المسؤول الأول عن رفع قيمة فاتورة الاستهلاك حيث يصل حجم استهلاكها إلى 60% من مجمل استهلاك المنازل.
ففي الشهور الماضية لم يشعر المستهلكون بفروقات كبيرة في قيمة فواتير الكهرباء نظرا لانخفاض الاستهلاك لكن كان معلوما أن الصيف سيرفع قيمة الفواتير بما يصل إلى 420 ريالا كمبالغ إضافية على كامل حجم الاستهلاك لحد 6000 كيلوات، لكن من المهم التعامل بواقعية من المستهلكين مع قيمة الاستهلاك من الآن وصاعداً وذلك باتباع جميع الإجراءات التي تساهم بخفض تكلفة الاستهلاك وترشد من حجم الاستهلاك فالحكومة من جانبها اعتمدت «حساب المواطن» منذ عدة أشهر ليغطي جزءًا من ارتفاع أسعار الطاقة وآثارها المباشرة وغير المباشرة وهو ما يندرج تحت برنامج إيصال الدعم لمستحقيه ولكن لابد أيضا من بحث المستهلك عن أفضل الحلول لمعالجة ارتفاع الفواتير في فصل الصيف تحديداً.
ومن بين أهم الوسائل والإجراءات التي يمكن اتباعها هو تغيير أجهزة التكييف بالتدريج إن لم يتمكن المستهلك من ذلك بدفعة واحدة بحيث يقوم باستبدال أجهزة التكييف بأخرى ذات «كفاءة عالية» بالاستهلاك تحديداً من فئة 8 نجوم والتي تخفض قيمة استهلاك المكيف 48% أو حوالي 50 ريالا عن المنخفض الكفاءة ذو النجمة الواحدة ويعد تغيير أجهزة التكييف تحديداً ويليها بقية الأجهزة ذات الاستهلاك العالي لذات كفاءة استهلاك عالية أحد أهم الحلول للمستهلك لأن الأجواء في أغلب مناطق المملكة حارة جدا بالصيف ولا يمكن الاستغناء عن أجهزة التكييف فالمخاطر الصحية لحرارة الطقس المرتفعة كبيرة جداً.
أما الجانب المتعلق بالجهات التي تنتج الكهرباء فلا يختلف عن المستهلك من حيث أهمية العمل على خفض تكلفة إنتاج الطاقة فما زال توليدها ونقلها وتوزيعها مكلف مما يتطلب عملاً استراتيجياً لإيقاف الهدر بتكلفة إنتاج الطاقة من خلال تخفيض استهلاك المحطات للوقود المشغل لها وكذلك تكاليف التشغيل والبحث عن حلول لتوازن الإيرادات قياسا بحجم الإنتاج من خلال بيع الفائض في فترة الاستهلاك المنخفض من كل عام لدول مجاورة مما سيكون له أثر بمعالجة ارتفاع تكاليف إنتاج الطاقة ويسهم بخفض تكلفتها على المستهلك مستقبلا.
خفض حرارة فواتير الكهرباء يحتاج لبرامج توعوية متعددة وكبيرة ويقوم برنامج كفاءة الطاقة بدور إيجابي في هذا الجانب التوعوي لكنه بالتأكيد لا يكفي ولابد أن تقوم شركة الكهرباء وكذلك هيئة تنظيم الكهرباء وكل جهة مسؤولة عن توعية وحماية المستهلك وكذلك وزارة التعليم بدور توعوي للوصول لأفضل النتائج في رفع ثقافة المستهلك ووعيه بطرق خفض الاستهلاك وترشيده وتقليل الأعباء المالية من فواتير الكهرباء عليه.