د.ثريا العريض
«خلتك يا وطني العمرَ عهداً وفيّا
فهل كنتُ لا شيء..؟
أحرفك العابرة؟»
وجودٌ غريب
وأعينُ أنجمنا ساهرة
وجودُ الكلامِ الذي لا يطيبُ
سوى حين نهجسُ
بالدانِ والزرقةِ الزاخرة
حتى انبثاق «نيوم» بحلم رحيب
*
ترى كيف أيقظتَ فيَّ الحروف
لأختلسَ الدانَ سِرَّا
كأنيَ ما اجتزتُ لجّتَها الماكرة؟
*
ما خلت أني عبورٌ من الرملِ للرمل
أحتار منكَ إليّ
رملٌ يعود إلى الرملِ صهداً صدِّيا..!
*
احتفيتك يا وطني العمرَ.. عهداً وفيّا
فهل كنتُ لا شيء..؟
أنشودة عابرة؟
*
نخط الحروف حنيناً عسيراً
وتبقى الرمال انتصاراً عتيَّا؟
متى استفحل الرمل؟
غاضت حروفي وما قلت شيَّا..؟
*
يغيب الصدى في الغيوم
أيبقى بنا الصوتُ والصهد والصمتُ
حتفاً شقيّا؟
أما كنت غيمتك الماطرة..!
*
يهاودني الوهمُ حينا..
يكلِّلني الحلمُ حينا..
أموت وأحيا..
وأقرأ غيم «نيوم»
*
وأبعث أحمل غصَّتَنا بالرمال..
كأني أنا هُم..
*
أنا همُّهم
«نهمـةٌ» تتغصغص في الحلق
موجعةٌ حاسرة
إذا تتصاعد في النسغ لحناً نديّا
ولا تتراقص فرحة أهزوجةً جاسرة
*
ترَى..؟ نحن في السهدِ هجسُ النفوسِ
التي مارست حلمها في وعود الرمال؟
أم أنت والموج عبث الخيال
بأحلام شاعرة عابرة؟
*
تجنّ الحروفُ فراشا يحوم
والنور نار
تخوم وأفق وأجنحة كالصقور؟
ووحدي يقاسمُني الليلُ سرَّك
والصمتُ سور..؟
والعيّ عجزي
ينبتُّ كالشوك في اللغة الغادرة؟
*
نُجودُ الصبا فيّ
نخلةُ شوقٍ تُساقِط أحلامَها
يداي تُلملِمُها
والحروفُ تظلُّ منالاً عصيّا
*
أوشوشُ في الشطِّ ذاك السؤال
لأصدافِه - كما أمس.. تذكرُ؟-
عن سر همساته السادِرة
لصمتك ترنيمة الجزر
في عتمة الذات حين هويتنا غابرة
صدى كالمحال الذي لا يطال
لا نجمةً تتسللُ عبر السديم
ولا كوةً للضياء لتشرع موجات وعيٍ
ولا دانةً غافرة
نقوشٌ على الرمل..!
عمرُ ثوانٍ وحلمٌ محال..!
تعودُ رمالُك صمتا
يعيث بأضغاث حلمي
ليطلقني في المساءات شوقا عتيّا
ويأسرني نغمـة حاسِرة