محمد بن علي الشهري
معظم، إن لم يكن كل الظواهر الفوضوية التي كانت تضرب أطنابها في مفاصل وسطنا الرياضي، تغيرت - إلى الأفضل طبعاً- خلال الأشهر العشرة الماضية بشكل لافت، ولاسيما فيما يتعلق بمشكلة الاحتقان الجماهيري وبواعثه، وبذلك استبشرنا خيراً بعودة الأمور إلى نصابها الطبيعي.
غير أن ما حدث في أعقاب مشاركتنا في مونديال روسيا عن طريق بعض (المهرجين) الذين يتخذون من بعض الدكاكين الفضائية منابر لبث سمومهم وأحقادهم المزمنة على الداعم الأول والأكبر للمنتخب، قد أعادنا إلى المربع الاحتقاني والفوضوي الأول.. ويبدو، بل من الواضح أن معاناة مجتمعنا الرياضي مع هذه الفئة المنفلتة ستظل عصيّة على الحلول؟!.
هذه الفئة التي استمرأت كيل المديح الذي يشبه الذم لمصادر القرار، تارة، وتارة بامتطاء ظهر مقولة (هذا منتخب بلادي) مدخلاً لممارسة الإساءات للشرفاء، والقدح والانتقاص من نجاحات الآخرين، ناهيك عن التأليب والتحريض ضد الكيانات المتميزة بدافع الحقد والضغينة (عياذا بالله).
وإلاّ ما معنى ظهور أحدهم منذ أيام عبر أحد الدكاكين الفضائية (الغوغائية) ملقياً بتبعات كل الإخفاقات التي حدثت للأخضر منذ سنوات على الهلال وبطولات الهلال، في إشارة ضمنية إلى أن اتحاد الكرة ومدرب المنتخب (خونة) حينما استعانوا بأكبر عدد من نجوم الهلال البارزين لتمثيل المنتخب أسوة بالمتبع في جميع أنحاء العالم!!.
هنا أتساءل بدون براءة: إذا كان اتحاد الكرة على هذه الدرجة من الضعف بحيث لا يستطيع مساءلة هذا الشخص عن فحوى اتهاماته الجزافية.. فلا أقل من أن يرفع المدرب عقيرته مطالباً بحقه في إثبات تهمة كونه (مجرد شرّابة خُرج) باعتباره أحد المدربين العالميين وبالتالي فإن سمعته المستقبلية على المحك؟!.
بالمناسبة: عندما تبين عدم جاهزية (نواف العابد) للانضمام للتشكيلة النهائية للأخضر للمشاركة في المونديال، قامت قيامة الفئة إياها مطالبة بمحاكمة إدارة الهلال بدعوى تقاعسها أو إهمالها علاج إصابة العابد، (سبحان الله)، كيف تستقيم معادلة المطالبة بإخلاء المنتخب من العناصر الهلالية مع المطالبة بمساءلة الإدارة الهلالية عن عدم حرصها على تجهيز العابد طبياً كي ينضم لصفوف المنتخب؟؟!!.
من هذا كله، وللمرة الألف يتضح جلياً أن المسألة لا علاقة لها بمصلحة المنتخب، ولا بقلّة أو كثرة العناصر الهلالية المستدعاة لشرف تمثيل المنتخب، وأن الهدف والقصد من وراء ذلك كله هو الإساءة للهلال والتأليب والتحريض (الغوغائي) ضده دون وجه حق.