د. خيرية السقاف
لا يقف طموح الإنسان..
ولا تتراجع أقدامه..
لا يبيت جائعاً, ولا يصبح يعاف اللقمة..
الماء الذي يرويه هو الذي يطهِّره, ويُحييه..
فإذا عطِش ذبل, وإن جاع تضوّر, وإن توقف عجز, وإن ثابر حصد..
الحياة له صراع للبقاء, ومضمار للاستزادة, وحلبة للتنافس
الإنسان نهِمٌ , نفعيٌ, ذاتيٌ, تشذِّبه مضغة في صدره إن صلحت, وتلوّثه إن فسدت..
فكل طيف لإنسان يحلّق لغاياته, تتسع له فضاءات الأحلام, وتفسح له ساحات المسار..
مكاسبه بجهده, وخسائره بتقاعسه..
قصة الإنسان مع نفسه هازمُها أو ناصرُها, مُعطيها أو مانعُها, مُنجيها أو مُهلكُها..
إنها حكايته مع الحياة, سيرتُه محصلةُ قصتِه فيها..
عجيب هذا الإنسان,
إن بلغ مرادَه عَميت عيناه عن رؤية سواه بشراً كان, أو مقدَّرات,
وإن فشل جحظت عيناه في النظر إلى سواه, وما ليس بين يديه!..
المال يغريه, والنّعمة تغويه, فإن ملَكهما تجبَّر, أو تكبَّر,
وإن حُرمهما حزن, أو حقد..
باذلٌ جهدَه إما في عجين, أو في رماد!!..
مشغلٌ فكرَه في إيقاد, أو في إعتام!!..
يا لعجبي من غرائب هذا الإنسان..
إنه قصةٌ, تفاصيلُها حكاياتٌ,
وحكايات!!..