د. صالح بكر الطيار
منذ عقود طويلة وقيادتنا الرشيدة تتابع كل قضايا المسلمين في العالم وتقوم بدورها الرائد في وحدة الصف الإسلامي فكم من المؤتمرات والندوات التي استضافتها في فترات مختلفة والتي كانت تناقش كل العوائق التي تعترض الشعوب الإسلامية والأقليات المسلمة، وكانت ولا تزال وستظل صاحبة الأيادي البيضاء في مد يد العون لكل الدول التي تعاني من أزمات أو حروب أو ظواهر طبيعية وخلافها.
هذا هو ديدن قيادة بلادنا والتي دأبت على لم شمل الفرقاء وإلى تقريب وجهات النظر والإصلاح بين الإخوة ضمن منهجها في تطبيق الشريعة الإسلامية التي تنادي بدرء الفتنة والصلح بين المختصمين.
شاهدنا المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في أفغانستان، الذي أقيم في مدينتي جدة ومكة المكرمة موخرا ضمن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي أطلقها مؤخراً ودعا فيها بأن يوفق الله الأفغان إلى ما فيه مصلحة بلادهم وإصلاح ذات بينهم، وعقد المؤتمر والذي أثمر عن رؤية مستقبلية وخطوات أولى نحو وحدة المسلمين في افغانستان وتذليل الصعوبات والوصول إلى وحدة الكلمة بين الفرقاء لما في ذلك من استقرار للشعب الافغاني. وكذلك نبذ كل أشكال التطرف والعنف والإرهاب الذي لا يزال مسيطراً في عدة أقاليم.
وقد جلس الجميع على طاولة الحوار وتم تقريب وجهات النظر واتفق المشاركون على تحقيق الاستقرار ومنع الفرقة والخروج بالشعب الأفغاني من ساحات القتال والإرهاب إلى الأمان بعيداً عن الحروب والفتن التي طالت البلاد فترة طويلة.
هذه الخطوة التي جاءت في توقيت مهم جداً أعطت العالم رسالة أن السعودية هي الدولة التي تقود العالم إلى بيئة سلام وأمن دائمة نابذة كل صنوف الخلافات والمشاحنات. ومنع كل حيل الارهاب والدمار الذي يهدد امن الدول والشعوب.
من السعودية انطلق المؤتمر والذي سيكون نواة لمؤتمرات قادمة تحقن الدماء وتوقف سلسلة القتال وحتى يسير على نهج الصلح الفرقاء في دول أخرى. علماً بأن السعودية قد قامت بجهود عظيمة وتاريخية في لم شمل الفرقاء في بلدان عدة وساهمت في تحقيق الاستقرار الذي غاب بفعل الخلافات السياسية والحزبية.
يأتي ذلك وإيران تدعم الفوضى في كل بلدان العالم ومنها أفغانسان وتشارك بخلاياها وممثليها واتباعها في سوريا والعراق واليمن ودول المغرب العربي وأفريقيا لنشر الخلاف بين الشعوب وتأجيج القتال والفتن وهذا الوجه الاسود الذي كشفته المحن التي مرت بالشعوب وكشفت معه خطط النظام الإيراني، وما يقوم به من أدوار لتدمير الشعوب.
يحق لنا أن نفخر بقيادتنا وما تسجله على كل المستويات من نشر الأمن والأمان في الخليج والعالم العربي والإسلامي لتكون الأنموذج المشرف الذي يجب الاقتداء به في مواجهة قضايا الساعة والحرص على توحيد كلمة المسلمين وهو منهجها منذ تأسيس هذا الكيان الكبير.
وها نحن نجني ثمار السمعة والثقل السياسي والقوة الكبرى والمكانة العظيمة التي تحظى بها السعودية وترجح كفتها على مستوى بلدان العالم أجمع.