سامى اليوسف
لو سألت أي مشجع أو متابع شغوف بالدوري السعودي لكرة القدم: هل تؤيد تطبيق تقنية الفيديو المساعد للحكم الـ(VAR)، التي تختصر عبارة (video assistant referees) في بطولات كرة القدم السعودية، خاصة الدوري، لأجاب بحماسة، ومن فوره بـ«نعم»؛ ذلك أنه يخشى من مغبة تكرار موسم (...) الشهير بأخطائه التحكيمية الفادحة والغريبة، التي غيرت مجرى البطولة برمتها.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل نستطيع تطبيق هذه التقنية المتقدمة، التي تساعد الحكم في تطبيق مبدأ العدالة، في ملاعبنا وخلال جميع المباريات دون استثناء منعًا للانتقائية؟ هنا سيساورنا الشك في مسألة التطبيق العادل والشامل؛ وذلك لأسباب رئيسة عدة من وجهة نظري.
أستطيع إيجاز أبرز الأسباب وفق النقاط الآتية:
* فاتورة التكاليف الباهظة لهذه التقنية التي يتطلب تطبيقها توفيرها في جميع الملاعب الرئيسة التي ستقام عليها مباريات الدوري السعودي، إضافة إلى المركز الرئيسي الذي سيعمل على توفير المعلومة الآنية للمساعدين في الملاعب حين إقامة المباريات.
* التكلفة المالية العالية لتدريب العاملين على هذه التقنية ومساعديهم، والحاجة لاستمرار التدريب لتطوير مهاراتهم.
* صعوبة وضع كاميرات التصوير المساعدة لطاقم التحكيم، التي كان عددها 33 كاميرا في مباريات المونديال.
* صعوبة التصوير بالدرجة نفسها في جميع الملاعب خلال المباريات.
* المواقف السلبية لاتحاد الكرة، سواء في الماضي البعيد أو القريب، وعجزه في حملة الدفاع عن الحكام والتحكيم ومنسوبيه، التي كانت أحد العوامل المسببة لفقدان الحكام ثقتهم بأنفسهم، وتراجع مستوياتهم، وكثرة أخطائهم.
* من الصعوبة بمكان أن يتم تطبيق التقنية بشكل انتقائي في بطولة واحدة؛ لأن ذلك سيؤدي إلى خلل في ميزان العدالة.
لست ضد تطبيق هذه التقنية، ولست متشائمًا، ولكن أتحدث بشيء من المنطقية قياسًا على بدء العد التنازلي لانطلاقة الموسم الجديد، وضيق الوقت، ولأننا لم نسمع أو نقرأ عن تفاصيل استخدامات هذه التقنية من قِبل مسؤولي الاتحاد.
قد تكون مباراة السوبر، وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، هما المجال الأرحب لتطبيقها في الوقت الحالي ما لم يعلن اتحاد الكرة خطوات عملية وجادة في تسريع توفير أسباب تطبيقها ماديًّا وبشريًّا.