فيصل خالد الخديدي
يعتبر الاهتمام بالفنون سمة حضارية ودعما لثقافة إنسانية واستثمارا للطاقات البشرية والمواهب الإبداعية، وتنشأ الفنون كحاجة إنسانية في كل المجتمعات وتتطور في ظل الدعم وإتاحة الفرص لها وتوفير الإمكانات وتذليل الصعوبات أمامها.
وعلى المستوى المحلي، حظيت مؤخراَ الفنون التشكيلية خاصة والفنون عامة باهتمام ودعم جيد من الجهات الحكومية والخاصة، ولعل من الملفت دعم هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة لعدد من المشاريع الفنية المميزة؛ فقبل أسابيع كان ملتقى المدينة المنورة للنحت الحي والذي استقطب أسماء مميزة في النحت العربي والمحلي في تنظيم واستقبال وإنتاج اكثر من رائع وهو مايعتبر علامة بارزة في دعم النحت ومشاريعه على المستوى المحلي, ولم يتوقف الأمر عند تنظيم ملتقى مميز للنحت هاهي هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة تطلق مركزاً للفنون المعاصرة, أشبه بحلم تشكيلي جسدته على أرض الواقع على مساحة تُقدر بـ8200 م2 في حديقة الملك فهد المركزية بالمدينة المنورة, ويُعد من المراكز الفنية المتخصصة الأولى من نوعها على مستوى المملكة، ويضم قاعة متخصصة للعرض وأكثر من قاعة لإقامة الورش الفنية المتنوعة والفصول التعليمة بالإضافة الى مقر المكتبة ومقهى وساحات خارجية، وجاء المركز بتصميم معاصر وبسيط يرتبط بروح العمارة في المدينة المنورة من حوائط بيضاء وجدران حجرية, وبهذه الإمكانات الجميلة والبداية الجادة سيكون المركز واجهة مشرقة للفنون في السعودية ويحقق أهدافه في خلق بيئة مناسبة للشباب والشابات تساعدهم على إطلاق إبداعاتهم وابتكاراتهم في كافة مجالات وفروع العلوم و الفنون الإبداعية، ويكون منصة فنية متميزة تقدم المعارض والأنشطة النوعية، وتصنع تجانسا بين أجناس الفنون المختلفة وتقديمها بشكل منهجي وواع يحتذى به في بقية مناطق المملكة، ويكون بيت خبرة ومرجعية لما سيلحق به من مشاريع نوعية في دعم الفنون.
كلمة شكر وتقدير وعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، على كل هذا الحراك الفني المميز، والرعاية الحانية للفنون من قبل هيئة تطوير المدينة المنورة بتوجيهات سموه محل التقدير والإعجاب من الجميع وهي واجهة مشرقة لمستقبل الفنون المحلية.