«الجزيرة» - المحليات:
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر أن استحواذ الشركة على حصة استراتيجية في سابك مازال في مرحلة أولية ومبكرة جدا في المناقشات.. مشيراً إلى أن إجراءات الاستحواذ تأخذ وقتها خاصة إذا كانت الصفقة كبيرة.
وبين المهندس الناصر في حديث حول هذا الشأن أنه وإذا ما اكتملت الصفقة المحتملة، أخذًا بالاعتبار الأنظمة ذات العلاقة، فإن ذلك حتما سيكون له تأثير على الإطار الزمني لخطة طرح جزء من أرامكو السعودية للاكتتاب، وأضاف قائلا: متى ما كانت أرامكو السعودية جاهزة يبقى توقيت طرح جزء من أرامكو للاكتتاب قرارًا من الدولة.
وفيما يلي نص حديث الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر:
حصة استراتيجية
* لماذا تفكر أرامكو السعودية في شراء حصة إستراتيجية في سابك؟
- أولا أحب التأكيد أننا في مرحلة مبكرة للغاية من المناقشات مع صندوق الاستثمارات العامة بشأن الاستحواذ على حصة إستراتيجية في شركة سابك، وعادةً في هذه المرحلة الأولية لا يمكن الجزم بأن الصفقة سوف تتم، كما أن أرامكو السعودية ما زالت بصدد تقييم فرص استحواذ أخرى.
الطاقة والكيميائيات
وقال المهندس الناصر: من المهم في الإجابة على السؤال أن نذكر أن برنامج أرامكو للتحول الإستراتيجي الذي بدأته الشركة في العام 2011، وضع هدفًا بأن تتحول الشركة من كونها الشركة الأولى الرائدة في العالم في مجال الطاقة إلى أن تكون الشركة الرائدة في العالم في مجال الطاقة والكيميائيات، وبخصوص الكيميائيات فإن هناك خياران عن طريق إنشاء مشاريع جديدة مثل مشروع صدارة أو عن طريق الاستحواذ.
توسع
وأضاف المهندس الناصر أن إستراتيجية أرامكو السعودية تضمنت إعادة موازنة مجموعة أعمالها التي كانت تركز في العقود الماضية على إنتاج النفط والغاز بحيث تتوسع بشكل كبير في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق والكيميائيات، ونحقق طموحنا في أن نكون الشركة العالمية الرائدة في الطاقة والكيميائيات، مشيرا إلى أن هذا التحول يتضمن الكثير من مزايا التكامل وفرص النمو والقيمة المضافة وتنويع مصادر الدخل.
أسرع معدل نمو
وأشار المهندس الناصر إلى أن قطاع الكيميائيات ينمو بمعدل نحو 3 % وهو أسرع من معدل نمو الاقتصاد العالمي أو الطلب الإجمالي على الوقود، وسينمو بمقدار 50 % عما هو عليه الآن على مدى الـ20-25 سنة القادمة.
وبين أن الاستثمار في الكيميائيات هو أحد السبل لدعم أعمالنا في مجالي التكرير والتسويق التي تشهد هي الأخرى نموًّا.
2-3 ملايين برميل نفط إلى كيميائيات
ومضى المهندس الناصر في القول: لدينا تطلع طموح للغاية ضمن إستراتيجيات الشركة نسعى لتحقيقه على المدى البعيد وهو أن يتم تحويل 2 إلى 3 ملايين برميل من إنتاجنا من النفط إلى كيميائيات.. هذا الهدف له عدة فوائد منها: زيادة القيمة المضافة من كل برميل وتنويع مصادر الدخل، وتأمين مصدر لتسويق إنتاجنا الضخم من النفط على المدى البعيد خارج قطاع النقل - حاليًا غالبية استهلاك النفط العالمي يتم في قطاع النقل -، كما نهدف إلى استحداث أثر إيجابي فيما يتعلق بالتغير المناخي لأن الاستخدام النهائي للنفط في مجال الكيميائيات وليس في مجال المحروقات يساعد في خفض انبعاثات الكربون.
مشاريع جديدة وصفقات استحواذ
وأضاف المهندس الناصر: من أجل تحقيق الخطط والتطلعات الإستراتيجية سعت الشركة على مدى السنوات الماضية إلى النمو في مجال الكيميائيات من خلال طريقين: مشاريع جديدة مثل صدارة وبترورابغ، إضافة إلى صفقات الشراء والاستحواذ مثل شراء حصة 50 % من شركة لانكسيس الألمانية التي تمت قبل سنتين.
الفرص الاستثمارية
وأوضح المهندس الناصر أن أرامكو تبحث كل الفرص الاستثمارية المتاحة على الصعيدين الوطني والعالمي لتنمية أعمالها في مجال الكيميائيات بما يتوافق مع إستراتيجياتها، وتأتي في هذا السياق الصفقة المحتملة للاستحواذ على حصة إستراتيجية في سابك، وهي الشركة السعودية المرموقة التي تعد الثالثة عالميا والتي تربطها مع أرامكو السعودية علاقات متميزة منذ بداية تأسيسها.
طرح أرامكو
* ما تأثير الصفقة على الطرح؟
- وعلق المهندس الناصر في هذا الشأن بالقول: مثلما أشرت سابقا، نحن ما زلنا في مرحلة أولية ومبكرة جدا في المناقشات.. ولا شك في أن إجراءات الاستحواذ تأخذ وقتها خاصة إذا كانت الصفقة كبيرة.
وأضاف أن مناقشات الصفقة لا بد أن تأخذ إجراءاتها ومراحلها، وبالإضافة لذلك، هناك أنظمة سوق المال ذات العلاقة بعمليات الاستحواذ وينبغي أخذها في الاعتبار، فإذا ما اكتملت الصفقة المحتملة، أخذًا بالاعتبار الأنظمة ذات العلاقة، فإن ذلك حتما سيكون له تأثير على الإطار الزمني لخطة طرح جزء من أرامكو السعودية للاكتتاب، وكما أشرت في لقاءات سابقة متى ما كانت أرامكو السعودية جاهزة يبقى توقيت طرح جزء من أرامكو للاكتتاب قرارًا من الدولة.
عنصر محوري
* لماذا الآن؟
علق المهندس الناصر في هذا الجانب مبيناً أن برنامج أرامكو للتحول الإستراتيجي منذ 2011 تضمن هدفًا بأن تتحول الشركة من كونها الشركة الأولى الرائدة في العالم في مجال الطاقة إلى أن تكون الشركة الرائدة في العالم في مجال الطاقة والكيميائيات، وبذلك أصبح مجال الكيميائيات عنصرا محوريا في إستراتيجية الشركة.
تنمية قطاع الكيميائيات
وأضاف أن الشركة قامت بعدة إنجازات كبرى خلال الخمس سنوات الماضية لتنمية قطاع الكيميائيات منها مشاريع عملاقة تم إنشاؤها مثل مشروعي صدارة وبترورابغ ومنها مشاريع تم الاستحواذ على حصة إستراتيجية منها مثل شركة لانكسيس المشهورة بتميزها في صناعة المطاط الصناعي.
ومضى في القول إنه وقبل حوالي سنة ونصف تم الإعلان عن مشروع عملاق مشترك مع سابك بطاقة 400 ألف برميل في اليوم لتحويل النفط إلى كيميائيات، وكذلك أعلنت الشركة عن استثمارها في مشروع تقني سيحقق نقلة نوعية بتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيميائيات بنسبة 70 إلى 80 %.
تحويل النفط الخام إلى كيميائيات
وأشار المهندس الناصر إلى أن جميع مشاريع أرامكو السعودية العالمية في مجال التكرير تتضمن هدفًا كبيرًا يتمثل في تحويل نسبة عالية من النفط الخام إلى كيميائيات، مثل المشروع المشترك في الهند وماليزيا، وكذلك استثمارات شركة موتيفا المستقبلية في الولايات المتحدة الأمريكية.
خيارات محلية وإقليمية وعالمية
وبين أن الصفقة المحتملة للاستحواذ على حصة إستراتيجية في سابك تأتي ضمن خطة بدأتها الشركة منذ عدة سنوات وتنظر فيها إلى جميع الخيارات المحلية والإقليمية والعالمية.
الموقع التنافسي
* ما تأثير الصفقة على الموقع التنافسي لأرامكو السعودية؟
- أرامكو السعودية بفضل الله في موقع تنافسي ممتاز في أسواق الطاقة، وستعزز الصفقة المحتملة مع سابك أو غيرها بإذن الله موقع أرامكو السعودية التنافسي لأنها تدعم أكثر من هدف إستراتيجي للشركة، وعلى رأسها موازنة التقلبات بين عوائد قطاع التنقيب والإنتاج وعوائد قطاع التكرير والكيميائيات. فعوائد قطاع التنقيب والانتاج تتأثر سلبا لدى انخفاض أسعار النفط العالمية بينما عوائد قطاع التكرير والكيميائيات تحقق عوائد جيدة مع انخفاض أسعار النفط الخام العالمية. وهذا ما نسعى له حين تحدثنا عن إعادة توازن محفظة الأعمال لدى أرامكو السعودية بين قطاع انتاج الزيت والغاز وقطاع التكرير والكيميائيات.
تعزيز الموقع التنافسي
وأشار المهندس الناصر إلى أنه وبالإضافة إلى ذلك تعزز الصفقة المحتملة مع سابك أو غيرها من الشركات الملائمة في مجال الكيميائيات موقع أرامكو السعودية التنافسي في زيادة الابتكار وتعميق سلسلة التصنيع إلى المنتجات المتخصصة عالية القيمة، وتحقيق أعلى قدر ممكن من القيمة المضافة على كل برميل نفط وكل قدم قياسية مكعبة من الغاز تنتجها الشركة.
مخاطر
وبين أن توجه أرامكو السعودية لتنمية قطاع الكيميائيات يخفض من المخاطر التالية: تغير أنماط الطلب في قطاع النقل على المدى البعيد.. قطاع النقل في السيارات الصغيرة يعتمد على منتجات النفط المكررة.. ومع أن ذلك سيستمر على المدى البعيد إلا أن نمو السيارات ذات المحركات الكهربائية يتطلب تأمين أسواق للنفط في قطاعات جديدة لا تستهلك النفط كمحروقات بل تستهلكه كلقيم مثل الصناعات الكيميائية والصناعات اللامعدنية.
البصمة الكربونية
كما أن خفض النمو في البصمة الكربونية المرتبطة بتحديات التغير المناخي.. فنسبة الانبعاثات الكربونية تكون أقل حينما يتم استهلاك النفط كلقيم في الصناعات الكيميائية والصناعات اللامعدنية مقارنة باستخدام النفط كوقود ومحروقات.
فرص للتكامل
كما رأى الناصر أن الصفقة المحتملة تتيح فرصًا كبيرة للتكامل مبنية على نقاط القوة المتميزة لدى أطراف الصفقة. ومن المعروف أن أرامكو السعودية هي الشركة الأقوى عالميًا في إنتاج الطاقة ومن الأبرز عالميًا في مجال الموارد البشرية المؤهلة ومراكز البحوث والتطوير والابتكار وانخفاض تكلفة الإنتاج.. وهي نقاط قوة تعزز فرص نجاح الاستثمار والتكامل في قطاع الكيميائيات. ومن المتعارف عليه أن شركات النفط والغاز تكون له صلات قوية وتكاملية مع شركات الكيميائيات.
الإطار الزمني
* ما هو الإطار الزمني للصفقة؟
- بما أننا ما زلنا في المراحل الأولى للمباحثات فإن الإطار الزمني للصفقة سيتم تحديده بعد التوصل إلى اتفاق، وسيكون ذلك في وقت لاحق بإذن الله رهنًا بما يتحقق من تقدّم في المناقشات.