«الجزيرة» - المحليات:

أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين بالولايات المتحدة الأمريكية أن المملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية لإيران فمشكلتنا هي مشاريعها التوسعية وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول ونشرها للفوضى والدمار، وستقف المملكة إلى جانب الدول العربية في مواجهة ذلك. الشعب الإيراني هو أيضاً ضحية لهذا النظام الذي بدد موارده ومقدراته وأضاع فرص التنمية له خلال 4 عقود، وذكر سموه (علمنا التاريخ أن السبيل الأمثل للتعامل مع الدول التي تتبنى الأيديولوجيات التوسعية هو الوقوف بحزم ضد مشاريعها، ويتضمن ذلك تضحيات وثمن على المدى القصير، لكن التصدي لها، بمختلف الوسائل، هو المسار الوحيد لردع المشاريع التوسعية وتجنب الصراعات والدمار وعدم الاستقرار على المدى الطويل.

وقال: ما نصبو إليه هو استقرار ورخاء الدول والشعوب العربية، المملكة كانت وتظل الداعم الأكبر لاستقلال الدول العربية وسيادتها، وتعزيز مؤسساتها الشرعية، بغض النظر عن انتماءها الطائفي أو الأيدولوجي، وذلك في مواجهة مشاريع التطرّف والإرهاب والفوضى التي تنشرها إيران من خلال ميليشياتها الطائفية في الوقت الذي تسعى فيه إيران لتدمير الدول العربية ومستقبلها في المنطقة من خلال الميليشيات، والطائفية، والاغتيال السياسي، تعمل المملكة على دعم التنمية الاقتصادية والاستثمار في طاقات وقدرات الدول العربية لتعزيز قوتها ورخائها واستقرارها.

ولفت في مقال تنشره «الجزيرة» بالتزامن مع الزميلة «الشرق الأوسط» إلى وقوف المملكة مع الدول العربية والصديقة وقال في لبنان على سبيل المثال، وقفت المملكة إلى جانب إرادة الشعب بكافة أطيافه في تحقيق الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال منذ اتفاق الطائف وصولاً للاستقلال الثاني في 14 آذار، أقامت المملكة مشاريع الإعمار في كل لبنان بما فيها جنوبه الغالي، وقمنا بالاستثمار الاقتصادي لتحقيق الرخاء للجميع، وقارن سموه فيما تقوم به إيران من أعمال منافية للسلام حيث دعمت إيران الميليشيات والاغتيالات السياسية، بما فيها اغتيال رمز لبنان العربي الكبير رفيق الحريري فهي لا تؤمن باستقلاله بل كساحة لمشروع التوسع، وتريد أن يكون لبنان، بشهادة أدواتها، جزءاً من دولة الولي الفقيه. فلماذا يتم الزج بأبناء لبنان في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟، في عام 78م كان لاقتصاد إيران موقع ريادي في المنطقة وقاعدة صناعية تؤهله للمنافسة العالمية، وكانت بلادي في بدايات تحقيق النهوض، واليوم تعاني إيران من التضخم والبطالة وانهيار العملة، بينما المملكة في مصاف مجموعة العشرين، ماضية في رؤيتها لتحقيق المزيد من الرخاء والنمو المستدام للشعب السعودي الكريم، لقد حزمنا أمرنا مع هذا النظام، فلم ينتج عن محاولات تغيير سلوكه عبر الاتفاق النووي سوى مزيد من الدمار في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من دول المنطقة. لتغيير سلوكهم لا بد أن يقف العالم بحزم في مواجهتهم. وهذا ما تقوم به المملكة وأشقاؤها في اليمن.

وأكد أن المنطقة قالت كلمتها ووضعت المملكة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- خطاً أحمر في 25 مارس 2015م ، لا عودة عنه ولا تراجع عن ردع مشاريع الفوضى والطائفية، وأمام العرب، كل العرب، خيار تاريخي اليوم إما القبول بأن يكون العرب حطباً في مشاريع الولي الفقيه ويقتلوا بعضهم بعضاً من أجل أحلام طهران العبثية، أو أن يلتفتوا لبناء أوطانهم وتعزيز وحدتها واستقرارها، وسنكون إلى جانبهم كما كنّا دائماً، النظام الإيراني يعرف جيداً منذ صيف 1984 أن المملكة حينما تضع خطاً أحمر فهي تعني ما تقول، واليوم فقد وضعت المملكة بقيادتها لعاصفة الحزم وإعادة الأمل خطاً أحمر، فمن غير المسموح، بعد ذلك اليوم الكبير في تاريخ أمتنا العربية، المساس باستقلال وسيادة وكرامة الدول العربية.