د.دلال بنت مخلد الحربي
هناك ألقاب مميزة تطلق على مستحقيها وهم تلك الفئة التي تقدّم عملاً يجعلها على درجة من التميز تستحق بموجبه الحصول على ذلك اللقب.
وهذه مسألة ليست بالهينة، ومن ثم فإننا عادة ما نجد أن استخدام الألقاب في العالم المتقدّم لا يكون إلا عندما يكون من يطلق عليه أو تطلق عليها تستحقه عن حق نتيجة أعمال جليلة ومميزة.
ومن هذه الألقاب الشائعة والمتداولة بشكل لافت: الأستاذ الكبير والأستاذة الكبيرة، العالم والعالمة، والمميز والمميزة، والمبدع والمبدعة... وهلم جرا.
مثل هذه الألقاب التي تمنح نجدها تستخدم كثيراً في وسائل الإعلام، وفي أحيان في الندوات والمؤتمرات، وعند البحث نجد أن من يطلق عليه مثل هذه الألقاب لم يقدّموا شيئاً مميزاً يستحقون عليه ذلك، والمؤسف أن هذه عادة أصبحت شائعة في كثير من البلاد العربية، وهي تدلّل على محاولة تضخيم الذات، والرفع من شأن أشخاص عاديين، ووضعهم في مكانة أكبر مما يستحقون.
العالم الحق لا يقبل أن يطلق عليه أي لقب فيه تبجيل وتفخيم، هذه عادات يجب أن نتجاوزها، وأن نضع كل إنسان في الموضع الذي يستحقه، والمقام الذي هو له.
هي مجرد أفكار تواردت على خاطري من كثرة ما يطرق سمعي واقرأ من ألقاب تسبق أسماء أشخاص وتطلق في غير محلها بدافع المجاملة دون اعتبار للحقائق، ودون تنبه أن ذلك سيقدم الشخص الذي نطلق عليه هذه الألقاب إلى أجيال أخرى على نحو لا يتناسب مع حقيقته الفعلية.
وفي ظل ركضنا خلف كل ما يقدّمه الغرب حبذا لو أخذنا ببعض من تواضع أعلامه وعلمائه والصدق في توصيف العاملين في مختلف المجالات ووضعهم في المكان الذي يستحقون دون زيادة ودون تجاوز..