فهد بن جليد
لا يُمكن تحديد نوعية المُنتجات والحلول التقنية التي يُنتظر أن يُقدمها المُبرمجون والتقنيون في «هاكاثون الحج» الذي ينظمه -بكل احترافيه واقتدار- الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز في جده غداً -كأكبر تجمع تقني من نوعه- سقف التوقعات كبير جداً، والمجال واسع ومفتوح للتفكير تقنياً بكل ما من شأنه تحسِّين تجربة الحاج في رحلته الإيمانية، هناك جو من التفاؤل يسود «أروقة الهاكاثون» فاستقطاب الآف العقول التقنية الشابة والرائدة من مُختلف دول العالم، وفتح المجال أمام مئات الفرق للتنافس في هذا «الهاكاثون» سيصنع الفارق بالتأكيد، وسط هذه الأجواء الابتكارية الرائعة والفريدة، بدعم الشباب وفتح الفُرص أمامهم، وإطلاق العنان لعقولهم من أجل الوصول للريادة في مجالات التقنية، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030.
هذا التجمع التقني لم يأت لتحقيق مكاسب مادية، ضمن معايير الربح والخسارة التي ترافق عادة استقطاب مثل هذه العقول التقنية في الشركات العملاقة، بل إنَّ طرح الأفكار وتقديم الحلول، وعرض المُنتجات يصبُّ في هدف سام عظيم ومُعلن «تحسين تجربة الحجيج أكثر»، البحث عن راحة الحاج وتفرغه لأداء النُسك بكل يسر وطمأنينة، استشعاراً بالمسؤولية العظيمة والشرف الكبير الذي منحه الله لهذه البلاد وقيادتها المُباركة، صورة أخرى تؤكد أنَّ ما تقوم به السعودية لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المُقدسة وضيوف الرحمن لا يمكن أن يقوم به غيرها، فلا أحد أجدر بهذه الرعاية والاهتمام من المملكة وقيادتها الصادقة التي شرفها الله بهذه المنحة الإلهية، مهما تشدَّق المُتشدِّقون وتنطَّع المُتنطِّعون.
العالم أجمع يعلم أنَّ السعودية أنفقت مئات المليارات من أجل تطوير وتوسعة الحرمين الشريفين، وإقامة المشاريع العملاقة في قلب المشاعر المُقدسة، لوضع الحلول المناسبة لجعل رحلة الحج مُيسَّرة وسهلة، وقد نجحت في ذلك طوال المائة عام الماضية بإدارة الحشود، ففي حين كانت الدول تتنافس في بناء اقتصادتها وتنمينها، فرَّغ السعوديون كل جهودهم وإمكاناتهم لتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المُقدسة أولاً قبل أي مكان آخر، وها هي الصورة تتكرَّر اليوم من جديد في هذا التجمع والمحفل التقني، الذي يهدف لخدمة الحاج أولاً، بتقديم أفكار ومُنتجات تقنية وعصرية تجوِّد رحلته, وتزيد من راحته، وتضمن تفرغه لأداء النُسك بكل طمأنينة.
وعلى دروب الخير نلتقي.