سعد بن عبدالقادر القويعي
تشكيل التحالف الأمني، والسياسي الجديد لإدارة -الرئيس الأمريكي- دونالد ترامب مع دول الخليج، ومصر، والأردن؛ بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، ووقف زعزعة النظام الإقليمي العربي بأسره من المحيط إلى الخليج، وذلك من خلال إذكاء نار الفتن، وحروب الطوائف، وخلق أذرع عسكرية غير رسمية، يعتبر إنقاذا للعالمين -العربي والإسلامي- من مخططات إيران المشبوهة، ومواجهة حثيثة للأخطار المترتبة على سياسة رجال الدين الطامحين إلى توسع أممي.
من منظور السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، فإن محاسبة نظام الملالي في مجال الإرهاب، وتطوير الصواريخ الباليستية، وانتهاك حقوق الإنسان، وتفاصيل التوجهات الإيرانية، والعقلية الحاكمة في طهران، يستدعي تنسيق قدرات الحلفاء الإقليميين، والمجتمع الدولي، وذلك في إطار عمل -أمني إقليمي-؛ من شأنه أن يضمن جهودًا مستدامة، تتقاسمها كافة الأطراف؛ من أجل مقاومة الطموحات الإيرانية المهددة.
في تحليلنا لهكذا موقف لسياسة الإدارة الأمريكية، فإنها القراءة الأولية ستقف حائلا دون تحقق الاستراتيجية الإيرانية، بل وممارسة التأثير عليها، وستلقي بظلالها على النظام الإيراني في الداخل، والخارج -سياسيًا واقتصاديًا-؛ كونها تشكل تحديًا شاملاً لمصالح الولايات المتحدة، وحلفائها، وشركائها في منطقة الشرق الأوسط.
القول بضرورة المواجهة الشاملة لهذا المشروع الإيراني، ومحركات السلوك الخارجي البغيض، سيترتب عليه النتيجة الحتمية؛ لمحاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة، والانكفاء إلى الداخل، ومحاسبته على الاستحقاقات المحلية -طوال العقود الأربعة الماضية-، والعمل على تحويل المواقف النظرية إلى مواقف عملية محددة؛ لإنهاء الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وتقليم أظافر ملالي إيران، وضرب مشروعها التوسعي.