فهد الحوشاني
أوردت قناة (ارتي) الروسية خبرا في موقعها، بأن مندوب المملكة في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي (هاجم) نظيرته الأمريكية، نيكي هايلي، والحكاية بدأت عندما اتهمت المندوبة الأمريكية الدول العربية بأنها (لا تساعد) الفلسطينيين بما يكفي!! والحقيقة لا أدري هل المندوبة ذرفت دمعة عندما قالت هذه الجملة (تساعد الفلسطينيين)؟ أم قالتها بإحساس حق أريد به باطل!! وهذا التعليق من عندي وليس من القناة!! فهذه أول مرة أسمع أن مندوبًا لأمريكا تكلم عن الفلسطينيين بجملة (مساعدتهم)!! ما تعودناه دائما هو رفع اليد للاعتراض على قرارات مجلس الأمن وإصدار الفيتو ضد أي قرار يتبنى (مساعدة) الفلسطينيين)!! ليكون دور مندوب أو مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة (مساعدة) الإسرائيليين وليس الفلسطينيين! والوقوف مع الإسرائيليين هي أولوية تعلنها الإدارة الأمريكية في كل مناسبة.
المندوبة الأمريكية تساءلت: «أين الدول العربية حين يجب تشجيع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وهو أمر أساسي للسلام؟ أين الدول العربية حين يجب التنديد بإرهاب حماس؟ أين الدول العربية حين يصبح ضروريًا دعم التسويات من أجل السلام؟».
كلام سعادة المندوبة كله اتهام للعرب وللفلسطينيين، وكأنهم هم الذين يرفضون السلام وليس الإسرائيليون الذين لا يلتزمون بالقرارات الأممية، ويبنون المستوطنات ويحاصرون غزة ويقتلون الفلسطينيين! وكلام المندوبة إدانة مبطنة للعرب والفلسطينيين بأنهم لا يفعلون شيئًا من أجل السلام وفي نفس الوقت تدافع عن الإسرائيليين وإن لم تقل ذلك صراحة! كثير من الدول ومنها الدول العربية قدمت مبادرات للسلام، فما هي المبادرة التي قدمتها إسرائيل! بل حتى المبادرة الأمريكية (حل الدولتين) أمريكا نفسها تنصلت منها، بسبب التعنت الإسرائيلي! لكن هذه الاتهامات التي تنسف كل الجهود العربية وخاصة الجهود السعودية وتصطف إلى جانب إسرائيل! لا يمكن أن تمر مرور الكرام! فكان رد مندوب المملكة مباشرًا وواضحًا، هذا بالرغم من (التقارب السعودي الأمريكي) والتنسيق في كثير من القضايا وعلى رأسها الوقوف أمام التمدد والإرهاب الإيراني! لكن المعلمي هنا يمثل سياسة المملكة العربية السعودية المشرفة والثابتة، التي تضع قضية فلسطين، قضية المملكة الأولى! ففي معرض رده قال المعلمي إن المملكة قدمت ستة مليارات دولار إلى فلسطين خلال العقدين الأخيرين، على شكل مساعدات إنسانية ومساعدات في التنمية ووسائل إغاثة، مضيفا أن المملكة قدمت كذلك مليار دولار في الفترة نفسها إلى «الأونروا».
وفي المؤتمر الصحفي قال: إن السفيرة هايلي «لا تفوت فرصة إلا وتبدي موقفها السلبي تجاه الشعب الفلسطيني بحجة الدفاع عن الإسرائيليين».
واصفا إياها بأنه أصبحت إسرائيلية أكثر من الإسرائيليين أنفسهم! هذه (المنازلة) الدبلوماسية تؤكد أن المملكة كانت وما زالت تقف مع الحق الشعب الفلسطيني، ليس بالشعارات ولكن بالدعم المادي والسياسي، وهذا الموقف من مندوب المملكة سبقه العديد من المواقف التي كانت فيه السياسة السعودية سباقة إلى نصرة الشعب الفلسطيني سواء في أروقة الأمم المتحدة أو في جهودها لتوحيد الصف الفلسطيني، وستبقى المملكة على ثوابتها، انطلاقا من مسؤولياتها العربية والإسلامية فهذه هي بلاد الحرمين وهذه هي المواقف المشرفة لقادتها ولشعبها، ولن يكتب التاريخ عنها إلا ما يتشرف به كل عربي ومسلم، ويندى له جبين كل من باع القضية وتاجر بها!