خالد بن حمد المالك
هل كانت دول منطقتنا ستكون على ما هي عليه من حال لا تسر، ومن تشرذم وتقزّم وهوان لو لم يكن في صفوف قادتها من يأتمر بأوامر عدوها، فينحو بعيداً عن مصالحها ومستقبلها واستقرارها بقرارات ومواقف وسياسات لا يقدم عليها ولا يفعلها إلا من فقد حسه الوطني وشعوره القومي وانتمائه الإسلامي.
* *
دلوني على من يفعل ما يفعله نظام قطر دون أن يكون متجرداً من انتمائه الوطني والعربي والإسلامي، وأن هناك فئة تماثل في مواقفها ما تقوم به ميليشيات ما يُسمى بحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن، إلا أن تكون أدوات للاستعمار ورهينة للدولار، دون أن تفكر في مصالح دولها ومستقبل منطقتها، مع ما يمكن أن تكون عليه النهاية لهؤلاء الخونة على أيدي المتآمر الخفي من الغرباء.
* *
يأخذنا السؤال بعد السؤال، والاستغراب بعد الدهشة والصدمة على الحال الذي وصلنا إليه، فنسأل دولة قطر (العظمى) ومن لف لفها بدءاً من تنظيم الإخوان واليسار المتطرف، مروراً بمن سار على خطاها من تنظيمات النصرة وداعش والحوثي وحزب الله وغيرها، وكيف تتجاهل الدوحة مصالحها وتنكث بوعودها واتفاقياتها وتمارس التآمر على مصالحها ومصالح أشقائها، دون أن يحرك قادتها ضمير، أو يذكرهم بانتماء.
* *
لا بأس أن تتعاون قطر مع إيران وتركيا ومع غير هاتين الدولتين إذا كان في ذلك مصلحة وخدمة لها ولقضايا أمتنا، بل ليس هناك من محذور يحول دون بناء علاقات جيدة لها حتى مع كل التنظيمات المشبوهة إذا كان الهدف من ذلك تأهيل هذه التنظيمات لتكون قوة أمن وسلام لا قوة غدر وعدوان والتعاون مع كل من يتآمر علينا، ويبطن الشر لنا، ويحاول أن يجعل من منطقتنا مزرعة لكل عمل يقوّض أمننا واستقرارنا.
* *
قطر - كما يبدو! - ليست على وعي بما يجري ضدها من مؤامرات تتجه في التخطيط - أول ما تتجه - نحو سلبها وتجريدها من كل عناصر أمنها ومصالحها، وبالتالي الدفع بها إلى حالة مستقبلية غامضة تقودها قوى أجنبية مجرمة وتغذيها حالياً حكومة قطر ضد أشقائها، فإذا بقطر لاحقاً - وإن تأخر - أول وآخر دولة خليجية ينالها الضرر، دون أن يمس بقية دول جوار قطر من الأشقاء أي ضرر في أمنها واستقرارها.
* *
شيخ قطر، وبقية المحيطين به، قد لا يكونون مكرهين على السياسة القطرية المتقلبة، إذ من الواضح لي أنهم عن جهل وعدم إدراك يجدون فيها شهية للقبول والترحيب بأي اقتراح يضع اسم قطر في صدر عناوين وأخبار وسائل الإعلام، حتى وإن جاء ذلك في غير مصلحة الدوحة، طالما أن اسم قطر وصورة سمو الشيخ الجليل هي السائدة والمتكررة في وسائل الإعلام.
* *
السؤال.. من ذا الذي يستطيع أن يغيّر بوصلة اتجاه هذا الأمير الشاب من الارتماء في أحضان الأعداء، إلى جليس مسالم يصغي لنصائح الأشقاء الغيورين على قطر، ومن حاكم يتآمر على نفسه وعلى بلاده، بتلقيه الأوامر من دول تستخدمه مطية للإضرار بغيره، إلى حاكم يجب أن تصل إليه رسالة العدو الغبية وأن يستوعبها بمثل ما نفهمها ونقيمها ونضعها في إطارها الصحيح.
* *
أحاول أن أفهم وأن أستوعب الهدف الذي قاد (تميم) ليكون هذا الإنسان الشرير الذي يؤُمر فيطيع، ويُوجَّه فيستجيب، مُسلّماً أمره وأمر بلاده للمستقبل المجهول، رغم كل الإخفاقات والمرحلة الصعبة التي تمر بها الآن جزيرة قطر (العظمى) التي بات هناك تنازع على من له الحق في أن يحكمها، فالحمدان والإخوان وجماعة المتصهينين بقيادة (عزمي بشارة) وغيرهم من الحاقدين هم شركاء في هذه المؤامرة الكبرى على اللحمة الخليجية التي ستظل وإن شذَّت قطر أقوى من كل هؤلاء المتآمرين بما فيهم إيران وغير إيران.