سعد المصبح
سألت أحد المهتمين بالفن التشكيلي وكنت على عجالة هممت بطرحي للسؤال عليه سريعا كرسمة خيالية لطائر يحلق على شجرة بلا أغصان، بادرته وكان سارحا أشغلته هموم المهنة بألوانها الزاهية البهية ذات الأبعاد والأطوال قلت له أجهدت نفسك وأتعبت ذهنك بالفن والرسم ومارست كل الأدوار للارتقاء بالفن التشكيلي إلى العالمية ولكن لا زلتم تمارسون الدور على خشبة مستديرة تدورون في فلكها لم تبتعدوا بالفن التشكيلي بعيدا ليتلقفه ويقتنيه ويتذوقه الآخرون وبقيتم ترسمون في مراسمكم المحلية، ولحرصي على قياس ماذهبت إليه قلت لعلي أشاور أحد معلمينه وأساتذته وخبرائه والتفت يميناً وشمالا ولم أجد حولي إلا أستاذنا وقدوتنا محمد المنيف لأنني أعرفه مهتما وممتهننا المهنة وبارعا في الطرح بقلمه وريشته هكذا وجدته شديدا على فنه رقيق الإحساس مع ريشته وعاشقا للرسم والتشكيل مهتم بالألوان وأطيافها هكذا وجدته ممارسا ومحبا وحافظا لتاريخ الفن التشكيلي أجهد نفسه وأشغل وقته مع غرسه الملون يدافع عن عشقه حيث يقول:
تتعدد المواضيع الفنية منها ما يعبر عن ذات الفنان ومنها ما يعبر عن موقف عام قد يتقبله المشاهد أو يرفضه أما أجملها فهي التي تضفي شعورا بالسعادة عند المشاهد في زمن تكالبت فيه الأحزان.. وهناك فرق كبير بين التنظير لإقناع المتلقي باللوحة وبين ما تحدثه اللوحة من علاقة دون وسيط.
أقف عند هذا الحد لأؤكد في ثنايا هذه الزاوية وأبتعد قليلا لأذكره بأن هناك من يرمي وجهه علنا لتحقيق مكاسب ذاتية بحثا عن الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي عادة تنتهي بانتهاء ضوء الفلاشات تلك الفلاشات سوقت لنفسها طلب شراء لوحات الفنانين التشكيليين لتزين ردهات وجدران مكاتبه وربما يتم تزيينها بخمس أو سبع لوحات وليس بالمئات ولنحسن الظن ونقول إن لوحات التشكيليين غالية جدا عند صناعها ومن يهوى شراء اللوحات يتجه إلى معارضهم والالتقاء بهم ليجد في بساتينها ما لذ وطاب من الرسومات واللوحات بمختلف الألوان الزاهية الباهية تكسوها التعابير الجميلة كجمال ريشهم ورسوماتهم ولوحاتهم، وما دمنا في الحديث عن البيع والشراء أتساءل هنا.. أين لوحات التشكليين من واجهات وجدران المطارات والمنافذ البرية؟ الإجابة تدرك بلفتة حانية إلى رواد الفن التشكيلي.
وتقدير نزفهم بشراء لوحاتهم وتزيين جدران الممرات بها لتبقى واجهة لا يمل العابر من مشاهدتها!؟