د.عبدالعزيز الجار الله
يقول أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل: (طموحنا في هذا العام أن نتفوق على أنفسنا ونكون أفضل) جاء هذا القول في المؤتمر الصحفي لتدشين حملة الحج عبادة وسلوك حضاري 1439هـ وشعار هذا العام (الحج رسالة سلام) وهي النسخة (11) من إنطلاقة الحملة.
الواقع يقول إن الحكومة السعودية والأمم التي سبقتنا بالجزيرة العربية في التاريخ العربي والإسلامي، وأيضاً الفيصل أمير مكة المكرمة وأمير الحج أن السعودية وقادتها وشعبها وإدارة الفيصل تفوقوا على أنفسهم وقدموا للحج أعمالاً جليلة وعظيمة.
نحن باستمرار في صراع وتحدٍّ مع النفس والآخرين، لذا فإن: الشعوب من قبائلنا العربية التي عاشت على هذه الأرض قبل الإسلام وفِي الخلافة الإسلامية عملت بأولوياتها، حيث جعلت مكة المكرمة بيت الله هي محور الاهتمام والتركيز، التفت القبائل والسكان حول مكة المكرمة بكل انتمائتهم الإقليمة وحتى في أحلك الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حين كان ثالوث الجوع والمرض والجهل يطبق على مفاصل الجزيرة لم يتخلّى عنها إبناء هذه الأرض ولم يبخلوا بتقديم الخدمة للحجيج.
الحكومة السعودية منذ 300 سنة وهي تعمل على خدمة حجيج بيت الله، رغم بعض الانقطاعات التي تحدث في منطقة الحجاز من خلال الصراع السياسي بين الدول، لكنها قدمت السعودية لعمارة الحرمين الشريفين أفضل النماذج في العمارة والتوسعة فاقت كل أشكال العمارة عبر التاريخ لأنها توسعت في أقصى مدى لصحن الكعبة والمسجد الحرام والمسعى والأروقة والمصابيح والمرافق العامة والخدمية مع الاحتفاظ بالطراز المعماري الإسلامي، وأصبح هو نموذج العمارة الإسلامية في بناء المساجد في العالم الإسلامي.
إدارة الفيصل أمير مكة المكرمة خلال العشر سنوات من تنظيمات إدارية وتقنية وخدمية كانت بمثابة نجاح آخر، حيث ساعدت تولي إمارة مكة هذا الملف عبر رئاسة لجنة الحج المركزية في التطوير والثبات وتحقيق الإنجازات حتى صار الحج عنوان نجاح للدولة والقيادات العليا والأشخاص والكوادر العاملة والجمعيات وحتى المتطوعين.
دولتنا عليها أن تفخر بإشرافها وتنظيمها لمواسم الحج والعمرة والزيارة طوال العام، هذا هو التحدي الذي نفتخر به.