د. خيرية السقاف
أن تصلك رسالة في هاتفك تفضَّها, فتجدها من جهة أمنية تنبهك ألا يستغلك المخادعون, وألا يوقعك المكرة الطامعون, أو تكون من جهة أمنية أخرى تسألك اللجوء إليها عند الحاجة, تضع بين يديك سبيلا مختصرا للوصول إليها, أو تكون في شأنك النظامي تفيدك بوصول مكفولك في المطار بعد إتمام إجراءات دخوله النظامي, أو بانتهاء مدة إقامته, أو بإتمام إجراءات تجديدها, أو بموعد انتهاء تصريح جواز سفرك, أو وثيقتك الوطنية, أو بوصول مندوبها لتسليمك وثائقك في موعد محدد, أو تطلب إليك العودة إليها في شأن يخصك, أو يعم من حولك, كل هذه الرسائل التواصلية السريعة اللافتة, التي تبعث براحتك, وتستلهم رضاك, واطمئنانك, وتحفظ لك وقتك, وتفنن لك مهامك, من ورائها أجهزة أمنية تتفانى ليلا ونهارا, وفق تقنيات متطورة, وشخوص يعملون بذكاء, ونباهة, ودأب, وجدية, وحرص..
لقد باتت أجهزة الأمن في تعاملها مع الأفراد مواطنين, ومقيمين, وزوار بارعة, ومتمكنة, وفاعلة, ودقيقة, وميسرة للفرد عناء الطوابير, ومواعيد التردد, وجهد المراجعة, وبات لوقت الأفراد أهمية في سرعتها, ونظامها, وتقنين مواعيدها, وأسلوب تواصلها على مدار الساعة, والشهر, والسنة..
وفي الأيام القليلة الماضية بدأت أجهزة الأمن المختصة بموسم الحج في التواصل مع الأفراد في كوكبة مواطني الوطن, ومقيميه بشأن تعاليم التعامل في أيامه المباركة مع أي طارئ يواجه الأفراد تحديدا القاطنين, والمريدين, والقادمين إليها من المطار, ففي الطريق, وإلى مكة المقدسة, فالمدينة المنورة فالمرور, فالسلام وداعا..
إن رسائل الجهات الأمنية الإرشادية, وتلك التي تقدم خدماتها, وتفصح عن اتجاهاتها, وتوثق البوصلات إليها, داخل منطقة الحج تُبهج النفوس, وتطمئن القلوب, بل تمنح الثقة, وترسي الاطمئنان بيقظة الأمن الوطني بأجهزته, ومقدراته, ومنهجه, وسبله, وإمكاناته, وضوابطه وحدود ما يتيح, وعناصره برتبهم, واختصاصهم, وأدوارهم, بخطوطه الحمراء إمعانا في السلامة ليس العامة بل التي تخص كل فرد في الوطن من جهة, وكل ضيف له الأبواب مشرعة من باب الطائرة مجيئا, إليها مغادرا على رحب النفوس, وكفوف العناية..
وفق الله أجهزة الأمن بمن في خليتها النحل الذي لا يتوانى..
وحفظ الله أنظمتها ضابطا, وملاذا, وتبيانا.