إبراهيم عبدالله العمار
على أهمية حزام الأمان فإن الكثير من الناس يتهاونون به. وهذا من أخطر الأشياء التي يمكن للسائق أو الراكب أن يفعلها؛ فالمرء غالبا يغتر بكثرة المرات التي يقود فيها السيارة ولا يحصل له حادث؛ فيكون تفكيره: احتمال الحادث ضئيل بشكل عام، وأنا شخص حذر في القيادة؛ لذلك احتمال الحادث معدوم.
ولا يدري مَن يفكر بهذه الطريقة أن هذا ليس نوعًا من التفاؤل المحمود، بل هذا التفاؤل المفرط نوع من المغالطات التفكيرية، وفيه يكون المرء متفائلاً بشكل مبالَغ فيه، يتعدى حدود الواقع. ومن أمثلة هذا أن يبدأ أحدهم التدخين ظانًّا أن غيره من الناس هم الذين يصابون بسرطان الرئة لكن هو سيسلم! أو أن يظن شخص في مدينة كبيرة أنه في مأمن تام من الجرائم التي يسمع ويقرأ عنها؛ لأنها تحصل لغيره من الناس! أو يظن أن حوادث السيارات تحصل لغيره لكن هو في أمان! صاحب التفاؤل المفرط لا يفكر صراحة بهذا الأمر ولا يقول تلك العبارات، وإنما هو شعور في داخله، شعور بالتفاؤل أنه آمن، وأن الإطار لن ينفجر فجأة، أو يحصل عطل في السيارة.. إلخ من أشياء تحصل للجميع.
التفاؤل المفرط هو الاعتقاد الباطل بأن احتمالات حصول الأحداث السلبية للشخص أقل بكثير له من غيره. وغني عن القول أن هذا الاعتقاد يقتل الكثير، ولكن هذا الاعتقاد شائع؛ فلا يزال الكثير من الناس يرفض ربط حزام الأمان، ويتذرع بأنه مزعج، وأنه غير ضروري، لكن الحوادث تحصل في أجزاء من الثانية، وحينها لن يكون هناك وقت لربط الحزام، فإما أن تربطه وتنجو من الموت ومن إصابات خطيرة بإذن الله، وإما أن لا تكون قد ربطته، وحينها فإن ارتطام الرأس بالمقود أو بالزجاج كارثة، فإما أن يموت الشخص فورًا، وإما أن تتحطم بعض أجزاء من جمجمته ورقبته؛ فيصبح مشلولاً أو أعمى أو معاقًا بشكل من الأشكال.
لا تفرط في التفاؤل بأن تهمل حزام الأمان. يمكن أن تقود سيارتك كثيرًا، وتذهب في آلاف «المشاوير»، ولا يحصل لك شيء، ولا تتغير حياتك.. لكن لو حصل لك حادث قوي واحد فقط فستتغير حياتك للأبد.