د.عبدالعزيز الجار الله
تواجه بلادنا تحديات عدة سياسية وعقدية وثقافية وإعلامية من خصوم كانت تعمل علينا من الثمانينات الميلادية نحو (40) سنة تقود تحالف الخصوم وتحركه إيران وأعوانها في هذه الحرب: قطر، وتركيا، ونظام الأسد في سورية، والحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، والجماعات المتطرفة الموالية لإيران في العراق، إضافة إلى تجمعات شعبية في المغرب العربي. فإيران استطاعت أن تكون مظلة للشيعة، والمعارضة العربية، والأقليات غير العربية واستفادت من طول الوقت (40) سنة من العمل المنهجي المتواصل، وظرف ثورات الربيع العربي التي أحدثت الزلزال في الوطن العربي وهزت الأرض من تحته.
عملت إيران على تغذية سلبية - تغذية - المنطقة العربية وبخاصة الشيعة والأقليات وبعض أحزاب المعارضة في الداخل العربي، وفِي العواصم الأوروبية والعالمية بمواقف سلبية عن بلادنا وادعاءات ضدنا من الثمانينيات وعمقتها محطة الجزيرة من منتصف التسعينيات وزادت الأزمة عام 2001 بعد هجمات (11) سبتمبر ومحاولة إلصاق الإرهاب بِنَا، وأخيرا السعي إلى تشويه سمعتنا عندما تحرك التحالف العربي إلى إعادة الشرعية لليمن، نثرت إيران سمومها ونشرت عملاءها وأعوانها وأذرعتها الاستخباراتية في الوطن العربي وعواصم العالم للنيل من السعودية، ومع الأسف الشديد أن حملة إيران المسمومة لم تواجهها السعودية مبكرا وتكشف أوراقها للعلن إلا بعد عام 2015 م، حين أعلنت السعودية موقفها السياسي والدبلوماسي والإعلامي المضاد لإيران التي مضت في تشوية سمعتنا من بداية ثورة الملالي عام 1979م.
لكن هل يكفي هذا المستوى الإعلامي في حرب المحطات والصحافة والمواقع والإنترنت، وهل تم لجمهم ووقفهم مع أعوانهم عن التمادي في تشويهنا؟.
أما أن إيران استثمرت رصيدها من الوقت الطويل وأموالها التي ضختها على حملتها على السعودية وبناء الدعاية المعادية لنا.
إذن علينا التحرك بسرعة وقوة إعلامياً (لكسر ظهر) الجسد الإعلامي الإيراني الذي يستهدف السعودية، ويعمل على ربط التطرّف بالدول العربية وبالمذهب السني.