أمل بنت فهد
بقدر ما تبدو مشاعر الإنسان معقدة، إلا أنها بسيطة في أغلبها حين تحاول أن تفهم الآخر، لن أقول جرب أن تكون مكانه، لأن هذه التجربة مضللة، ولن تصل فيها لمكان، بل تتيه أكثر في محاولة تفكيك الغموض، وتتعب، وقد ينتابك شعور الخسارة أو تبتعد، لأنك تحاول أن تفكك الآخر إلى أجزاء، فهل تحتاج لفهمه، أم تحتاج معرفة مفاتيح قلبه، لأن القلوب تتشابه مفاتيحها، لكن فهم الشخص قد يأخذ منك العمر كله دون نتيجة تُذكر.
السؤال الذي تؤدي إجابته لطريق، وتفتح معها الوصل والمشاركة، ذاك هو المهم، بغض النظر كيف يعمل عقل الآخر، والتساؤلات المعقدة عنه، يكفي أن تجد الوسيلة لأخذ ما تريده منه، وصلاً كان أم تعلقاً.
فحين تحاول أن تفهم غموض صاحبك، تضيع معه، لأنك تدخل منطقة محظورة، قد يكون صاحبها نفسه لا يفهمها، أو لا يدرك أنها تزعجك، لأنه هكذا عرف نفسه، وهكذا عاش بها، ولن يتغير إلا «بمزاجه».
لكن حين تغير طريقتك، وتركز أولاً على الأمر الذي تريده منه، فإنك حينها تستطيع أن تصل إلى غايتك، لأن خطتك ستكون مدروسة، والإعداد لها سهل، لا شأن لك لماذا يفعل ما يفعله، بل أنت معني بالشيء الذي تريده منه.
تعلم سحر الامتنان حين يقوم بأمر ما، أو يؤدي حتى ما تظنه واجباً عليه، فالامتنان وسيلتك لتفجر ينابيع الكرم فيه، لأن إظهار مشاعر الفرح، وتقدير ما يفعله الآخر يمنحه دافعاً أقوى ليعطي أكثر، بينما حين يمنحك شيئاً وتكتفي بالصمت، أو مشاعر باردة، فإن الفكرة التي تصل إليه: أنه لم يستطع أن يسعدك، ومجرد شعور الإنسان بهامشية وجوده في حياة آخر، يُحبط، وتموت فيه دافعية التقدم إليك، لذا كن ممتناً بوضوح، وأعلنها صريحة، بالكلام والفعل، فحين نشكر الآخر فإن العطاء يتدفق منه أكثر وأكثر.
وتعلم أن تكون مباشراً فيما تريده، إياك ولعبة التكهنات خوفاً من الرفض، لأنها لعبة تضيع فيها أجمل المشاعر، ويخبو وهج الافتتان، صحيح أن بعض الأمور تفقد لذتها بالمصارحة، لكنها تحتاج للتلميح، فكن لماحاً ذكياً، ولا تترك شريكك في مهب التساؤلات.
قليلاً من الكر والفر في العلاقة تمنحها لذة المغامرة والمشاغبة، لكنها منطقة خطرة قد تدمر العلاقة إن لم تكن واعياً للحظة التي تنتهي فيها الجولة، لأن الإغراق فيها قد يقتلها.
باختصار، حين تبني علاقة تذكر أن عليك فتح الطريق لقلبه وقلبك، ولست في رحلة لفهم الشخصيات.