عروبة المنيف
لم يكن مستغرباً دخول المملكة موسوعة غينيس للأرقام القياسية في أضخم مسابقة وتجمع هاكاثوني في العالم
«2960 مشاركاً ومشاركة»، ومن بوابة «هاكاثون الحج»، فقد نظم تلك المسابقة «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والترجمة والدرونز»، من باب حرص قادة هذا الوطن على إدارة شؤون الحج وخدمة الحجيج بأفضل صورة ممكنة، وتقديم أفضل الخدمات الممكنة وتسهيل جميع السبل والإمكانات لراحة حجاج بيت الله الحرام وتأدية شعائرهم بكل يسر وسهولة، فقد كان ولا يزال ذلك ديدنهم علي مر الزمان.
إن تصدر المملكة وحصولها على الجائزة الأولى في مسابقة «هاكاثون الحج» يؤكد أيضاً طموح الشباب السعودي في أن تكون دولتهم هي بوابة التقنية في المنطقة حيث الدعم المستمر لهم من قبل قيادتهم للارتقاء بمواهبهم وبقدراتهم وإمكاناتهم؛ سواء كانت تقنية أو غيرها، والتميز المبهر في ذلك الإنجاز هو حصول فريق نسائي مكون من أربع سيدات على الجائزه الأولى لتطوير استخدام التقنية في موسم الحج بابتكار «تطبيق ترجمان»، الذي يهدف إلى تسهيل ترجمة اللوحات الإرشادية في مكة والمشاعر المقدسة في موسم الحج إلى جميع لغات العالم وبدون الحاجة للاتصال بالإنترنت.
لقد كان فوزهن من خلال منافسة تقنية لفرق استضافتهم المملكة من أجل ابتكار خدمات وتسهيلات للحجاج. إن ما يثلج الصدر ويسر الخاطر أولاً كونهن نساء سعوديات أثبتن تفوقهن على ثمانمائة فريق مشارك، وثانياً، كان تقديمهن للتطبيق المبتكر «ترجمان» في يوم المسابقة، في منتهى الجرأة والثقة والتمكين، وذلك أمام لجنة التحكيم برئاسة الشريك المؤسس لشركة أبل «ستيف وزنياك» ونخبة من عباقرة التكنولوجيا العالميين، ما يؤكد المستوى الفكري والتعليمي والتقني الذي وصلت إليه الفتاة السعودية، والذي تؤكد عليه رؤية 2030 من خلال تمكينها في المجالات كافة.
نحن نفخر بمملكتنا ودخولها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وبحصولنا على المركز الأول في مسابقة هاكاثون الحج والذي يؤكد للمغرضين ممن طرحوا فكرة «تدويل الحج» لنوايا خبيثة مبطنة، بأن أي هيئة دولية أو أي مسمى آخر لها، مهما حاولت لن تستطيع القيام بما تقدمه المملكة حكومة وشعباً من احترافية ومهنية وإتقان وتفان في خدمة ضيوف الرحمن، وإن فوز المملكة بأكبر مسابقة تقنية في العالم من أجل التسهيل على الحجاج، جاء ليتوج حجم الإنجازات المنقطعة النظير للعناية بالمشاعر المقدسة وحجم الخدمات المنهمرة بدون كلل ولا ملل في خدمة ضيوف الرحمن باحترافية عالية وتفان دؤوب لا ينقطع.
إن الاهتمام بالحجيج وخدمتهم في المملكة هو تراث وأصالة ضاربة جذورها في عمق تاريخ هذا الوطن، فتلك المهمة التاريخية تسري في دماء أبناء هذا الوطن قادة وشعباً على مر العصور، والفوز بذلك الإنجاز التكنولوجي في مجال خدمة الحجيج، يعتبر تكريماً تتشرف به المملكة في أداء رسالتها الخالدة، معلنة رسالة للعالم تقول فيها وتؤكد «الحج يليق بنا ونحن نليق به».