محمد العيدروس
* قبل أيام من انتكاسته الصحية المفاجئة (رحمه الله) دخل مكتبي وأقفله قائلاً:
استحلفك بالله إذا شعرت أن أحداً من الزملاء «في خاطره شيء علي أو زعلان مني أبلغني لأعتذر منه وأقبل راسه».
بعدها بيوم أو يومين.. اختفت تلك الحركة والنشاط الذي كان يعتاد عليه الزميل الفقيد.. ولاحظت أنه غالباً ما ينطوي على نفسه في مكتبه الواقع في منتصف صالة التحرير ليقرأ القرآن لفترات طويلة ثم يغادر المكان بهدوء.
* رحل حبيبنا ومعلمنا الأنيق «أبا بدر».. رحل ومعه ومعنا ذكريات لا تنسى.
* لا أتخيل أن أدخل صالة التحرير ولا أجده.. حيث كان يملأ المكان نشاطاً وحراكاً..
* أمام أعيني (حتى اللحظة) لوحة خشبية لاسمه على مكتبه ودفتر أزرق اللون به أرقام هواتف يحتفظ بها وعلى يساره شاحناً للجوال.
* فقيدنا عبد الرحمن المصيبيح.. ليس إعلامياً وصحفياً يشار له بالبنان وحسب.. بل هو إنسان من الدرجة الأولى وكتلة خفية من المشاعر الجياشة تجاه الآخرين.
* أرثيك حزيناً بكل الأسى يا أبا بدر وأستأذنك أن أكشف ما لا يعرفه الكثيرون عنك حتى من محيط الزملاء..
* فلن ينسى التاريخ (ملفاً سرياً مغلفاً) به قوائم من المساعدات المالية كان يقدمها للزملاء المحتاجين من إخواننا العرب والمقيمين والآسيويين بشكل شهري.
* ولن ينسى العشرات من الزملاء حجم الوساطات التي كان يسعى لها نحو زملائه في عمليات التسجيل المدرسي أو الشفاعة لدى الآخرين أو التوسط في عمل خيري.
* مواقف إنسانية مثيرة قدمها الراحل أبو بدر لزملائه ومحيطه الاجتماعي يجب أن تدرس للأجيال القادمة.
* لن ننعيك أبا بدر فستظل قدوة ونبراساً لنا بحسن خلقك وطيب معشرك.. سنظل نذكر دلال القهوة والتمور التي يحضرها نهاية كل أسبوع للزملاء ويدعو الجميع للمشاركة.
* المصبيح عبد الرحمن.. قامة صحفية، عرفتها منذ أن دخلت بلاط عالم الصحافة.. وعرفته أيضاً حينما كان معلماً في المتوسطة الثانية وكنت وقتها طالباً لديه.
* لن أبالغ في القول إن قلت.. إن «المصيبيح» و«الجزيرة» هما علاقة روحية لا تنقطع.. وحتى في آخر أيامه على السرير الأبيض كان يبعث بابنه (بدر) إلى التحرير ليرى إن كانت لديه خطابات أو موضوعات خاصة ليعالجها.
رحمك الله أبا بدر وأسكنك فسيح جناته..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.