خالد المشاري
فجعت كما فجع آلاف برحيل الزميل والأخ الأكبر عبدالرحمن بن صالح المصيبيح الذي غيبه الموت مساء يوم الاثنين 24 من ذي القعدة 1439 هـ الموافق 6 أغسطس 2018 م.. زاملت عبدالرحمن المصيبيح في صحيفة الجزيرة لمدة 29 عاماً كان خلالها نعم الأخ والموجه، ذا ابتسامة لا تفارق محياه، يخجلك بأدبه واحترامه للجميع، يبذل كل ما يملك من جهود ومساعٍ لخدمة زملائه في الجهات الحكومية بحكم علاقاته الواسعة ومحبة الناس له خاصة كبار المسؤولين في إمارة منطقة الرياض والدوائر الحكومية الأخرى، الذين يرون أن المصيبيح الصحفي المخضرم والعاشق للصحافة وحاز خلال مسيرته الصحفية على الكثير من الشهادات والدروع والتكريم من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء.. يؤدي عمله بأمانة غير مسبوقة، دائماً مبادراً وحاضراً في المناسبات الصغيرة والكبيرة.. حظي بحب وثقة رئيس التحرير الأستاذ الكبير خالد المالك؛ الذي دائماً ما يوكل له المهام الصعاب ليقينه التام بأنه الصحفي المشرف في المناسبات الكبيرة.. يقضي في الجزيرة معظم وقته ليكون على قمة الاستعداد لتلبية المهام الموكلة إليه لخدمة وطنه وصحيفته باقتدار.
عبدالرحمن المصيبيح اسم غني عن التعريف، كل المسؤولين يعرفون الجد والاجتهاد والكفاح المشرف لهذا الصحفي الكبير والأمين.. خدم في التعليم وكان نعم المربي والمعلم الذي أحبه تلاميذه بدءًا بمدارس الثغر وانتهاءً بالمتوسطة الثانية.. وقد أمضى سنوات عمره في المجال التربوي، وكان المعلم الأكثر شعبيةً بين تلاميذه لأسلوبه المحبب للنفوس، وأصبح الكثير من تلاميذه الآن أصحاب مناصب عليا في الدولة، وأذكر في حفل تخريج الدفعة 10.146 لطلاب جامعة الملك سعود يوم الاثنين 17 إبريل 2018, وبعد التصريح الصحفي لسمو أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وأثناء مرافقتي للراحل الكبير لتغطية، جاء مسرعاً معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر، وقال بالحرف الواحد وبتواضع كبير: «أريد السلام على أستاذي عبدالرحمن المصيبيح»، حيث بادله التحية.
في هذا المصاب الجلل لا نقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون.. فما أصعب رحيل عبدالرحمن المصيبيح، الذي اعتدنا رؤيته كل يوم في الجزيرة.. ومن سوء الحظ أنني كنت في إجازة ولم أتمكن من القيام بواجب زيارته في المستشفى أثناء مرضه المفاجئ. فالفقيد راعي واجب، ويستحق أن يرد له الواجب.. رحل أبو بدر واكتسانا الحزن لرحيله المؤلم علينا وعلى محبيه.. فالفقيد كان الشمعة المضيئة في قسم المحليات بمرحه وسعة صدره، وكرمه المعهود الذي اعتاد عليه جميع الزملاء في كل يوم اثنين لإحضاره المشروبات الساخنة والتمور بأنواعها، رغبة منه -رحمه الله- في اجتماع الزملاء الودي وتبادل الآراء والمرح الذي سنفتقده بعد رحيل حبيب الجميع عبدالرحمن المصيبيح.
(أبا بدر) لن ننساك وستظل في قلوبنا رغم رحيلك، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جنانه فقد كنت رجلاً صالحاً ناصحاً محباً للخير منذ عرفناك، اللهم يا ربّ استودعناك حبيبنا وأخانا عبدالرحمن المصيبيح فلا تحرمه عفوك وغفرانك.. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجعل ما أصابه رفعةً لدرجاته في الجنة.
وفي هذا المصاب الجلل نقدم خالص العزاء والمواساة لإخوان الفقيد: العميد/ عبدالعزيز، فهد، خالد، الدكتور سعود، المستشار سلمان، الزميل أحمد، مساعد، عبدالمحسن، سعد، بندر، إبراهيم.
والعزاء موصول لأبناء الفقيد: بدر ونواف ومشاري ومشعل (شفاه الله).. ولبناته: ريم وأمل ونورة.. وإلى حرم الفقيد جواهر بنت ناصر النصار.