د.دلال بنت مخلد الحربي
وفقاً للمادة الأولى من النظام الأساسي الحكم في المملكة فإن لغة الدولة هي اللغة العربية، وهذا يعني أنها اللغة الرسمية التي يجب أن تستخدم في الدوائر والمؤسسات والمخاطبات والتصريحات واللقاءات والإعلانات والنشاطات إلى غير ذلك.
ثم إذا رجعنا إلى الجذور فإن هذه الأرض هي أرض اللغة العربية، ومنها انطلقت اللغات السامية الأخرى مثل اللغة الكنعانية والفينيقية والعبرية وبقية اللغات السامية المعروفة، وهذه اللغة العربية أثرت في مسار التاريخ وتجذَّرت كلماتها في لغات أوروبية مثل الإسبانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية، أما تأثيرها في اللغات الشرقية فقد يصل إلى نسبة تزيد على الخمسين في المائة كما هو الحال في اللغة الفارسية.
وفوق كل ذلك يجب أن نضع في أذهاننا أنها لغة القرآن ولغة الإسلام، فما من مسلم يكتمل دينه إلا بهذه اللغة التي تعد جزءًا من العبادات.
أكتب هذا الكلام وقد راعني ما لجأت إليه الهيئة العامة للثقافة من استخدام مصطلح أجنبي كامل في فعالية في وسط وقلب المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية وهو (آرت سكوير) في عُنيزة، والذي انطلقت فعالياته في 22 ذي القعدة.
إنها هيئة معنية بالثقافة يفترض أن لا تقع في مثل هذا الخطأ فهي تمثِّل ثقافة المملكة التي هي أصل الثقافة العربية، والتي هي مخزن الثقافة العربية، وإذاً فلا يليق أن نلجأ إلى مصطلحات وكلمات أجنبية بلا داعٍ.
ما المانع أن يستخدم مصطلح عربي مناسب يعبّر عن فكرة الفعالية والتي هي أنشطة وعروض فنية حيَّة بحسب ما نشر عن الغرض من الفعالية؛ بدلاً من أن يعلن ويعبّر عنها بمصطلح (آرت سكوير)؟!
المؤسف أن تزاحم العربية في أرضها بمثل هذه الاستخدامات التي وإن كانت ترد عفو الخاطر، إلا أنها غير مقبولة، ويجب على هيئة الثقافة أن تتراجع عن ذلك، وتصحح خطأها، وأن تلتزم الحذر؛ فهي الهيئة المعنية بالثقافة حسب النظام، ووعاء الثقافة في بلادنا هي: اللغة العربية.